الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز القول عن الإنسان إنه حيوان ناطق؟ وهل يلام الأب إذا قال لابنه (حيوان) إذا أخطأ ؟ ويعلل بالمقولة السابقة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن عبارة "الإنسان حيوان ناطق" هي أحد الجمل التي أطلقها المناطقة، ويقصدون بالحيوان هنا الحياة، أي الإنسان حي ناطق، وذلك لأن كلمة الحيوان تطلق على كل ذي روح ناطقًا كان أو غير ناطق، فإذا قُيدت بالناطق قُصد بها الإنسان دون غيره؛ لأن الناطق هنا معناه: المفكر بقوة. هذا من حيث الأصل، لكن يُراعى ما تعارف عليه الناس في ذلك، فإن كلمة حيوان صارت تستخدم في عرف الناس للشتم والسب، لا للوصف بالحياة التي هي ضد الموت، ولذلك فإنه لا يجوز أن يُقال لإنسان يا حيوان مع غلبة العرف الذي ذكرناه، لاشتمالها على منهي عنه وهو الشتم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي وصححه الألباني. وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يحب الفاحش المتفحش. وصححه الألباني. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 4755. والواجب على الأب في هذه الحالة أن يتوب إلى الله عز وجل مما يقول، وذلك بترك العمل به، والندم على ما فات منه، والعزم على عدم العودة إليه، كما على الابن أن ينصح والده بالمعروف دون تشنج أو إساءة أدب. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني