الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منهج أهل السنة الذي يميزهم عن غيرهم من الفرق

السؤال

هل نسبة كوننا من أهل السنة والجماعة هي مائة بالمائة؟ حيث إن الأشاعرة يقولون نفس الجملة والمعتزلة والشيعة والروافض، وكل الطوائف، وكل له حجة، فمثلا من أنكر صفات الله أو تأولها كان عن حسن نية لينزه الله عن البشر في نظره، فلماذا يعذبه الله؟ وهل يوجد احتمال ولو كان ضعيفا جدا ﻷن يكون التأويل مثلا هو الصحيح، ولكننا رجحنا إثبات ما أثبته الله لنفسه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمعتبر هو معرفة من هم أهل السنة والجماعة، ثم بعد ذلك يمكن للشخص أن يحكم على نفسه، أو على غيره، هل هو منهم أم لا؟! هذا أولا.
وثانيا: الخلاف بين البشر أمر لا مناص منه، والسعيد هو من اتخذ لنفسه حجة تنفعه غدا بين يدي الله، ولا يمكن ذلك إلا بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واتباع من زكَّاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، قال تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ {هود 118ـ 119}.

قال ابن كثير: قوله: إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ـ أي: إلا المرحومين من أتباع الرسل، الذين تمسكوا بما أمروا به من الذي أخبرتهم به رسل الله إليهم، ولم يزل ذلك دأبهم، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم الأمي خاتم الرسل والأنبياء، فاتبعوه وصدقوه، ونصروه ووازروه، ففازوا بسعادة الدنيا والآخرة، لأنهم الفرقة الناجية، كما جاء في الحديث المروي في المسانيد والسنن، من طرق يشد بعضها بعضا: إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن النصارى افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي ـ رواه الحاكم في مستدركه بهذه الزيادة. اهـ.

وراجع في هذا حديث الافتراق في الفتوى رقم: 12682.

وفي هذا المعنى ورد حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله، إن هذه لموعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. رواه أحمد وابن ماجه وابن أبي عاصم في السنة، والطبراني في الكبير، والحاكم وغيرهم، وصححه الألباني والأرنؤوط.

وفي رواية أخرى: عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح ـ وابن ماجه، وأحمد، وصححه الألباني.
وراجع في سبيل معرفة أحقية أهل السنة والجماعة، الفتويين رقم: 349867، ورقم 198401.

وراجع في بيان عقيدة أهل السنة في باب أسماء الله تعالى وصفاته، الفتويين رقم: 197971، ورقم: 288277.

ولتمام الفائدة يمكن الرجوع لرسالة الدكتواره للدكتور محمد با كريم: وسطية أهل السنة بين الفرق، وكتاب: الفرق الكلامية: المشبهة ـ الأشاعرة، الماتريدية.. نشأتها وأصولها وأشهر رجالها وموقف السلف منها، للدكتور ناصر العقل. وكلاهما متوفر على الإنترنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني