الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تضييق الرجل على امرأته قليلة الدِّين لتسقط بعض حقوقها

السؤال

أنا متزوج منذ 6 أشهر، وعمري 30 عامًا، وعمر زوجتي 21 عامًا، وأنا أتقي الله فيها، ولا أحرمها من شيء تطلبه، ولم أقصّر في حقوقها الزوجية والشرعية، والله على ما أقول شهيد.
زوجتي عنيدة، عندما أطلب منها طلبًا -مثال: عند الخروج أطلب منها أن تضع العطر بطريقة غير ملفتة، أو تلبس ملابسًا تغطي منطقة المؤخرة، بدل حجابها العصري القصير- لا تطيعني، وتقول: إنها حرة، وصوتها يعلو على صوتي، وأنصحها بكل هدوء شرعًا، وأستدل بالقرآن، فتقول: إن هذا كلام قديم، ولن أعمل به، وإنها لن تتغير، وهذا النصح شبه يومي، وعندما أحلف عليها بشيء ما ألا تفعله، لا تطيعني، وتحلف أنها ستفعله دون علمي، أو موافقتي، أقول لها: يجب طاعتي إلا فيما يغضب الله، ولا ترفعي صوتك عليّ، فتقول لي: إنها هكذا، وأنها لا تفعل شيئًا خطأ، كما أنها لا تطيعني في أي شيء أطلبه منها، وتدخل معي دائمًا في جدال طويل، ودائمة التذمر، ولا ترد عليّ، وتتركني وتذهب إلى غرفتها إذا لم أفعل لها ما تريد.
وتفاجأت بها في إحدى المرات عندما شاهدت مقطعًا من فيلم لم يعجبها، تشتم، ونصحتها، واشتكيت لوالدتها، وعندما أخبرت والدها، قال: إنها لم ترتكب ذنبًا أكبر، وقلت له: كيف؟ قال: اعتذرت وانتهى الأمر، وهذا شيء عادي، كما أنني اكتشفت أنها تخبر أهلي وأهلها بأسرارنا وحياتنا، وكل التفاصيل دون علمي، وقامت أيضًا بالتطاول على والدتي بالكلام، وإهانتها في بيتها، وعندما عاتبتها قالت: إنها لم تفعل أي شيء خاطئ، ودائمًا تحاول أن تظهر بمظهر بريء، وأنني أنا الشخص السيئ.
وفي يوم كنا مع أسرتها نقضي اليوم، وعدنا إلى البيت وكل شيء كان بخير، وتذكرت أن لدي مشوارًا هامًّا، وأخبرتها أنني سوف أعود خلال نصف ساعة، فجادلتني قليلًا، ثم قالت: تمام، وبعد نزولي ب 10 دقائق اتصلت بي، وقالت: إنها خائفة، وقلت لها: إنني سوف أعود بعد قليل، ولكني تفاجأت بوالدها يتصل بي، ويتهمني بحبسها في المنزل مثل الكلبة، والعبدة، وأنه ليس من حقي أن أتركها وأنزل، وعندما قلت له: إن هذه حياتي، قال لي: إنني لست حرًّا، ولا ألزمه، وطلب أن أبعث له ابنته، وأنا في ذهول تام، وقلت له: تعال خذها، وأنا لم أفعل شيئًا خاطئًا.
وبعد قليل اتصلت بي والدتي، وقالت: إن والد زوجتي اتصل بها، وقال: إنني شخص غير محترم، وإنني لا ألزمه. وعندما حاولت والدتي أن تهدئ الوضع، أهانها، وقال: إنه سوف يأخذ ابنته، وعندما عدت إلى بيتي وجدت زوجتي مرتدية ملابس الخروج، وفي قمة أناقتها، ولا يبدو عليها أبدًا أي خوف، أو آثار بكاء، وقد جمعت كل ملابسها في شنطة، وكأنها كانت مخططة لذلك، وعندما جاء والدها منعتها من أخذ ملابسها معها، فاعتدى عليّ بالشتم، والضرب، وعندما حاولت أن أمنعه عني، قالت والدتها: إنها سوف تتصل بالنجدة، والمحامي من أجل إتمام الطلاق، وزوجتي واقفة، ولم تفعل أي شيء، وعندما تدخل والدي، وزوج أختها، وقالا: سوف نعطي فرصة أخرى، وقد مرت 37 يومًا ولم تتواصل معي زوجتي، أو تسأل عني هي وأهلها، رغم علمها بظروف عملي التي تستمر أكثر من 16 ساعة في هذه الأيام، وعدم وجودي في نفس البلد، ولم تذهب طول هذه الفترة إلى الشقة لتطمئن عليها، وتنظفها، وعند تدخلت والدتي قالوا: إن ابنك هو المخطئ، وإن زوجتي ووالدها لن يتصلا بي، وإنني أنا من يجب أن أتصل بهم، وأتواصل معهم.
أرجو منكم إفادتي، هل أتركها معلقة هكذا حتى تتعظ، وتحترمني، ثم أعود لها رغم يقيني أنها لن تتغير أبدًا، وأنني لا أهمها، أو الحل بالطلاق، وأن أتركها معلقة، وأتزوج عليها حتى تملّ، وتتنازل عن بعض حقوقها؟ فأنا أريد زوجة صالحة محترمة، وأن أحيا حياة بها مودة ورحمة، أرجو إفادتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت، فامرأتك رقيقة الدين، سيئة الخلق، ومن حقّك أن تضيق عليها، وتمتنع من طلاقها حتى تسقط لك مهرها، أو بعضه، قال السعدي -رحمه الله-: وإذا أتين بفاحشة مبينة: كالزنا، والكلام الفاحش، وأذيتها لزوجها؛ فإنه في هذه الحال يجوز له أن يعضلها، عقوبة لها على فعلها؛ لتفتدي منه، إذا كان عضلًا بالعدل. اهـ.

وقال ابن عثيمين –رحمه الله-: ..وقوله: «أو نشوزها»، وهو معصية الزوجة زوجها فيما يجب عليها، فإذا صار عندها نشوز، وعضلها وضيق عليها لتفتدي، فلا حرج.

والذي ننصحك به أن تنصح زوجتك، أو توسط من ينصحها، ويبين لها حدود دينها، وحق زوجها عليها، فإن تابت، ورضيت بالمعاشرة بالمعروف، فأمسكها، وأقم حدود الله في بيتك، ولا تتهاون في حق القوامة عليها، ولا يجوز لك أن تأذن لها بالخروج في ملابس غير ساترة، أو متعطرة.

وإذا لم تطعك فيما يجب عليها من الطاعة، فلك تأديبها بالطرق المشروعة، وإذا بدا لك أن أهلها يفسدونها عليك، فلك أن تمنعها من زيارتهم، وتمنعهم من زيارتها بحيث لا يتمكنون من إفسادها.

وإذا لم يفد ذلك، فالأولى أن تطلقها، وتبحث عن زوجة صالحة.

ونوصيك بالاجتهاد في تقوية صلتك بالله، والحرص على تقواه، وأكثر من الذكر، والدعاء؛ فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني