الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إنشاء موقع للربح من المتوقع أن تكون نسبة إساءة استخدامه كبيرة

السؤال

لدينا فكرة مشروع خاص بمواقع التواصل الاجتماعي، والهدف منه حلّ مشكلة معينة بشكل جميل وغير مباشر، وللأسف هو سلاح ذو حدين،
حيث أتوقع أن معظم الشباب سيستخدمونه بطريقة خاطئة، وربما يزيد الفتنة بين الشباب والبنات، ومن لم يجرؤ على كسر الحاجز ربما بسببه يتجرأ، ولكنه يحلّ بعض المشكلات الأخرى، وسيعود علينا بالكسب الماديّ، وأخشى أن أكون مثل مقدم الخمر، فهل أشارك فيه أم لا؟ وهل هذا حرام أم حلال؟ وإذا نظرنا إلى الجانب الجيد منه، فهل أحاسب على من يسيء استخدامه؟ وأتوقع أن تكون نسبة إساءة الاستخدام أكبر من حسن الاستخدام.
وربما يأتي يوم أكون فيه أمًّا لبنت تسيء استخدامه، وحين أحاول منعها تقول لي: إنني أحد مؤسسيه، فكيف أقبل به لغيري، ولا أقبله لي، أو لبنتي؟ هذا المشهد الغيبي لا يتركني، وهو ما يمنعني ويجعلني أتردد إلى الآن، لكن مكسبه مضمون، ونخشى أن يسبقنا إليه غيرنا، فنندم كثيرًا، أرجو النصح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام المتوقع أن نسبة إساءة الاستخدام أكبر من حسن الاستخدام، وأن من لم يتجرأ على كسر الحاجز ربما تجرأ بسببه!فالنصيحة هي ترك هذا المشروع، إن لم يمكن ضبط استعماله، والمنع من سوء استخدام، فإن الظنون الغالبة يجب العمل بمقتضاها، والعبرة بالغالب، والنادر لا حكم له، والسلامة لا يعدلها شيء، والقاعدة أنه إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: قال الأئمة: وإنما كان التحريم أحب؛ لأن فيه ترك مباح لاجتناب محرم، وذلك أولى من عكسه. اهـ.

وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 136522، 110318، 137980، 280675.

وأما مسألة سبق الغير إليه، والندم على فوات كسبه المضمون، فهذا يهون، طالما كان الترك لله تعالى، فإن من ترك شيئًا لله تعالى عوضه خيرًا منه، والجزاء من جنس العمل، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرًا منه. رواه أحمد، وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيرًا وأوسع من الصبر. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني