الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط التصوير لخدمة الإسلام والدفاع عنه

السؤال

أنا مخرج سينمائي، وأنا شاب أحب الإخراج كثيرا، وازداد حافزي عندما رأيت كيف غيرت السينما الأمريكية مجتمعها، فقد غسلوا عقول مجتمعهم كما حاربوا الإسلام بالإسلام، فقلت لماذا لا أفعل كما فعلوا وأحارب أفلامهم بالأفلام، ولكنني رأيت فتوى بأن التصوير حرام، وهذه الفتوى حطمتني جدا، فقلت علي أن أسمع فتوى لعالم أثق به، وأنا أثق في الدكتور ذاكر نايك، وعندما شاهدته قال إنه يتبع فتوى العثيمين وأرى أنك إذا استعملتها في الحلال فهي حلال وإذا استعملتها في الحرام فهي حرام، ولكنني رأيت آراء مختلفة للعلماء، فهناك من حرم، وهناك من حلل، وبصراحة ظننت أنه من السذاجة أن نحرم شيئا لتشابهه في اللفظ، لأنه وقت الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقصد بالتصوير النحت والرسم، كما ظننت أن من السذاجة أن نقول إنها حلال لوجود نفس العلة تقريبا، والفرق الوحيد أن الكاميرا تقوم بدور العين تماما أي أنها تعكس، وهذا ما أراده ابن الهيثم عندما اخترعها، وسؤالي هنا يكمن في تصوير ذوات الأرواح: فأنا أريد أن أعمل حصصا دينية معاصرة تحكي عن قيم مهمة، وهذه القيم يحكيها شخص... وفي نفس الوقت نرويها على شكل فيلم قصير، وحصص حول الإعجاز العلمي للقرآن وحصص لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ومحاربة الإلحاد... ثم نترجم الحصص والحلقات والمسلسلات وهذه الأفلام الوثائقية إلى العديد من اللغات، فمثلا: 98 بالمائة من اليابانيين يستخدمون الأنترنت، وأظن أنه سيكون رائعا إذا ترجمناها باليابانية وغيرها في منصة اليوتيوب من غير موسيقى، ونصور فقط ما يحل للمرء رؤيته، فهل أتوكل على الله وأبدأ؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتصوير التلفزيوني والسينمائي وما كان مثله من تصوير الفيديو، من المستحدثات التي اختلف فيها أهل العلم المعاصرون، فمنهم من ألحقه بالتصوير المحرم، ومنهم من أجازه، ومنهم من توقف فيه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 110405.

والذي نرجحه أنه إن وجدت مصلحة شرعية معتبرة لهذا التصوير، فلا حرج فيه، إن روعيت الضوابط الشرعية التي قد بيناها مع بسط القول في هذه المسألة، في الفتوى رقم: 3127.

ولا ريب في أن ما يريد السائل القيام به، فيه من المصالح والفوائد شيء كبير، كالحصص الدينية المعاصرة التي تهدف إلى بيان قيم مهمة، أو تدور حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، أو لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، أو محاربة الإلحاد... ونحو ذلك من المواضيع المفيدة، ولذلك فإننا نشجعه على المضي في هذا السبيل، واستغلال مجال تخصصه في نشر الخير وبيان الحق للناس بالوسائل المنتشرة في هذا العصر، مع مراعاة الضوابط الشرعية في إنتاج مثل هذه المواد، لتخلو من المنكرات والمحاذير الشرعية، كظهور النساء المتبرجات، كما نبهنا عليه في الفتوى المحال عليها سابقا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني