الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البنك الإسلامي والربوي..لا يستويان مثلا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل البنك الإسلامي يعتبر التعامل معه حلالا وليس به أي شبهة بالربا وهو نفس تعامل البنوك الأخرى ويأخذ نسبة مثلاً 7% وبهذا فهو أعلى بكثير من أي بنك آخر حيث النسبة تكون 4% وفي هذه الحالة فهو ينتهز هذه الفرصة وبهذا يدخل البنك في المحرمات بطريقة أخرى وماذا أفعل إذا كنت مجبوراً لأخذ قرض لبناء مسكن أو تعديل مسكن غير صالح نهائياً للسكن مع احترامي لا توجد جمعية خيرية تبني لك مسكنا ولا أستطيع أن أطلب من أحد أن يقرضني لعزة نفسي هذا إذا لم يطردك الذي تطلب منه والبنك الإسلامي يقول ادفع ربع القيمة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الفرق بين صور التعامل في البنوك الإسلامية والبنوك الربوية واضح لمن يعلم حقيقة هذا التعامل، ويفقه الفرق بين الربا وغير الربا، وقد بيَّنَّا هذا الفرق في بعض الفتاوى السابقة، وراجع منها الأرقام التالية: 8114، 14288، 6014، 3521. أما عن حكم الاقتراض بالربا لبناء مسكن أو توسيعه، فإن ذلك لا يجوز. كما بيَّنَّاه في الفتوى رقم: 1986، والفتوى رقم: 1215. لكن إذا دعت ضرورة لذلك ولم يكن دفعها إلا بالاقتراض الربوي، جاز الأخذ بقدر الضرورة؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات، والضرورة تقدر بقدرها. قال تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]. وراجع الفتوى رقم: 14049. مع العلم بأنه يمكن بناء المنزل أو توسيعه عن طريق البنوك الإسلامية، وهو ما يُسمى عندهم بالاستصناع الموازي. ونسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والتوفيق والسداد والرشاد. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني