الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغسل من الجنابة اللاحقة يرتفع به كل جنابة سابقة والحدث المشكوك فيه لا يوجب الغسل

السؤال

أظن أنني أعاني من وساوس، فمنذ صغري بعد ممارسة العادة السرية أو الاحتلام والحيض كنت أستحم استحماما عاديا، لأنني لم أكن أعرف أنه توجد طريقة معينة للاغتسال، وبعد سنين عرفت الطريقة وبدأت أتبعها، وبعد بحثي في موضوع الطهارة اكتشفت أن اغتسالي السابق بطريقة الاستحمام العادي صحيح إذا كان الماء قد وصل إلى جميع البدن، ولكنني أخاف أن أكون مع ذلك في تلك الفترة وفي فترة الغسل الصحيح لم أوصل الماء لأذني، لأنني لم أكن أعرف أنه يجب غسلها، أو أن الماء لم يصل بسبب عمش العين أو وسخ على السرة، وخصوصا أنني أتذكر أنه كانت هناك فترة لم أكن أنظف فيها سرتي أو أنني لم أتمضمض أو أستنشق في مرة من المرات، وأخاف أن أكون لازلت على جنابة قديمة، ولا أذكر هل عند اغتسالي في كل مرة أنوي رفع الجنابة السابقة، بل أرفع الحالية فقط في وقتها، فهل يجوز لي الآن أن أغسل بنية رفع الحدث القديم، كما أنني منذ يومين رأيت حلما، ولا أتذكر هل كان هناك شيء في ملابسي الداخلية عندما استيقظت أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فغسلك من الجنابة اللاحقة يرتفع به كل جنابة سابقة كانت عليك، فلا تحتاجين لنية كل حدث بخصوصه، بل تكفيك نية الجنابة لحصول الطهارة الكاملة، ومن ثم فلا يلزمك أن تنوي الأحداث السابقة، بل مادمت اغتسلت بنية رفع الحدث فقد ارتفع حدثك وليس لديك إشكال في أداء عباداتك، والحدث المشكوك فيه لا يوجب الغسل، لأن الأصل عدمه، ثم إن الأصل صحة غسلك السابق، لأن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها، كما في الفتوى رقم: 120064.

وعليك أن تدعي الوساوس وألا تبالي بها، فإن استرسالك مع الوساوس يفتح عليك بابا عظيما من أبواب الشر، وانظري الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني