الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوج إذا وعده أهل زوجته بإعادتها له بعد تطليقه إياها ثم لم يوفوا بوعدهم

السؤال

خطبت فتاة لمدة سنة كاملة، وعقدت عليها، وحصلت مشكلة، فطلبت هي وأهلها الطلاق, وعند الذهاب إلى المحكمة لإنهاء الموضوع، وأنا لا أريد الطلاق لحبي لها, طلبتُ الحديث معها للمرة الأخيرة, وتكلمت معها في المحكمة محاولا إنهاء المشكلة، فقالت لي لا أستطيع ماذا أقول لأهلي؟ وبكت, ووعدتني أنها بعد مدة، وبعد أن تهدأ النفوس سنعود لبعض, فقبلت ذلك من أجل تجاوز المشكلة مؤقتا لعجزي عن حلها بعد كل المحاولات، وقمت بطلاقها بناء على وعدها لي، وبعد مدة من الزمن تكلمت مع أبيها، وذكرته بالوعد الذي قطعوه على أنفسهم أمام الله, فقال لي نحن وعدناك، ولكننا كذبنا عليك بالوعد لأجل أن تطلق الفتاة، فصبرت وأرسلت أهل الخير للإصلاح دون جدوى, وبقيت صابرا أنتظر أن ينفذوا وعدهم... ولم أتقدم لخطبة أي فتاة أخرى، وبعد هذا الصبر الطويل والذي دام 3 سنوات كاملة سمعت أنه قد تمت خطبتها من رجل آخر، فما حكم خطبتها من هذا الرجل؟ وهل يجوز إعطاء وعد في الزواج عندما كنت زوجها ثم يتراجعون، وقد وافقت على الطلاق بناء على وعدهم؟ ألا تحق لي المطالبة بالفتاة؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطلاقك نافذ لا إشكال فيه، وإذا كانت عدة زوجتك من هذا الطلاق قد انقضت، أو كانت أصلا لا عدة عليها، فلا مانع من تقدم الخطاب إليها، ولها أن تتزوج غيرك، أمّا الوعد الذي وعدوه لك، فلا أثر له على الطلاق ولا يلزمك شيء بصدده، أمّا من جهة الزوجة فينبغي عليها أن تفي بالوعد، لكن لا يلزمها ذلك على مذهب الجمهور، وراجع الفتوى رقم: 12729.

وإذا لم ترض المرأة بالزواج منك، فابحث عن غيرها، ولعل الله يعوضك خيراً منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني