الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن يحمله الخوف من اقتراب يوم القيامة على اليأس والقعود عن العمل

السؤال

عمري 16، وكل ما أفكر أن الساعة قد قربت والعلامات الصغرى أغلبها أو كلها قد ظهرت يأتيني خوف غير طبيعي، وأظل طول اليوم خائفة، وكل أفكاري المستقبلية تتبخر، وأقول لا داعي للزواج، فكيف أربي عيالي على الدين الصحيح، لأن التربية على الدين في هذا الزمن صعبة... وأحب أن أتعلم ديننا، لكن التفكير في قرب يوم القيامة يهدم هذا كله، وأريد شيئا يجعلني كل ما جاءني هذا الخوف أتمسك بالقرآن والسنة، أريد نصيحتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أن تدفعي هذا الخوف عنك بحسن الظن بالله، فالله تعالى عند ظن عبده به، فظني به خيرا، وأنه قادر على أن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة، وأن يعينك على التربية والدعوة إلى الله، ويوفقك، ويأخذ بيدك وناصيتك إلى كل خير، فاستحضري رحمته سبحانه الواسعة، واعلمي أنه أرحم بعبده من الأم بولدها، وأن العبد إذا أحسن ظنه به وتوكل عليه في جميع أموره، كفاه الله سبحانه كل ما أهمه، فتوكلي عليه، وفوضي أمرك إليه، وسليه حسن التدبير والاختيار لك، فبحسن الظن به وصدق التوكل عليه تزول عنك هذه المخاوف.

وأما الساعة فلا تأتي المؤمن إلا بخير ما يرجوه، فكلما تذكرت الساعة واقترابها فسلي الله من رحمته، وتعوذي به من عذابه، واعلمي أن الخوف من الساعة يقتضي حسن العمل والاستعداد بالاجتهاد في الطاعة، لا أن يكون خوفك هذا خوفا مرَضيا يقعدك عن الطاعة، ويحول بينك وبين العبادة، فاستثمري هذا الخوف في مزيد التقرب إلى الله، والاجتهاد في مرضاته، واجتهدي في الدعاء بأن ينيلك الله ما ترغبين، ويصرف عنك ما ترهبين، ويوفقك لما فيه الخير والصلاح لك في دينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني