الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسلية لمن ابتلي بالمصائب

السؤال

أكتب لكم وقلبي يعتصر حزنًا، فأنا أم لثلاثة أطفال، ومنذ فترة لا بأس بها والأمراض تلازمني دائمًا، ولا أعرف أحدًا زار الأطباء قدر ما فعلت، وكأنني فقدت الصبر ـ والعياذ بالله ـ وتأتيني أفكار بأنني مللت، ويئست، وصرت أغضب على أولادي بسبب تدهور حالتي النفسية، وصرت حزينة دائمًا.
أحاول الاستغفار، وإيقاف تلك الأفكار ما استطعت، فتوسوس لي نفسي بأنني أدعو الله بشكل دائم، وفي كل وقت فضيل، وتصدقت مرارًا بنية الشفاء، لكن حالي دائمًا لا يكاد يخلو من مشكلة صحية، فماذا أفعل؟ وكيف أسلي نفسي؟ وكيف أفكر كما يجب؟ وأخشى ما أخشاه أن يكون حالي ألم وذنوب معًا -لا سمح الله-. وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أنّ المصائب مهما عظمت، فهي كفارات لخطايا العبد، وأنّ الصبر عليها مجلبة لعظيم الأجر، ورفعة الدرجات، كما قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}.

والله تعالى الذي قدر عليك تلك المصائب، هو أعلم بمصلحتك منك، كما قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

كما أنه سبحانه وتعالى أرحم بك من أمّك التي ولدتك، فلا يقدر عليك شيئًا إلا وفيه المصلحة لك، وإن كان في ظاهره مؤلمًا مضرًّا، والله تعالى يجيب المضطر إذا دعاه، ولكنه قد يؤخر الإجابة لمصلحة تقضيها حكمته، فالذي ننصحك به أن تجتهدي في الدعاء، ولا تملي، ثم اصبري لحكم الله، وارضي بقضائه، ولا تجزعي، فقد قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ {التغابن:11}.

قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.

وأحسني ظنك بالله، وتفاءلي، واعلمي أن الكرب كلما اشتد، فإن الفرج مصاحب له ولا بدّ، كما قال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا {الشرح: 5ـ 6}.

ولا تضرك هذه الوساوس وتلك الأفكار، ولا تضيع صبرك وإيمانك، فاطرحيها عنك، وجاهديها، وأحسني إلى زوجك وأولادك ما استطعت، ولا يحملنك البلاء على خلاف الإحسان، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 61485، والفتاوى المحال عليها.

كما ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني