الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كره بعض الأحكام الشرعية والضيق من الله تعالى بسببها

السؤال

هل الضيق من الله بسبب أحكام في الدين كأحكام الردة وغيرها يعتبر مثل جحد شيء من الدين، وذلك لأن من يفعل ذلك قد ينكر على الله حقه في أن يفعل ما يشاء؟ وهل كره بعض أحكام الدين يعتبر أيضا كجحد شيء من الدين؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأصل في باب الحكم بالردة والتكفير الاحتياط والتريث فيه، خصوصا في المسائل التي تحتمل تكفير صاحبها وعدم تكفيره، وما ذكره السائل من هذا الباب، فيختلف بحسب مقصوده من الضيق، فإن قصد به الشعور بالضيق والكره لبعض أحكام الشرع، فهذا قد فصلنا فيه القول في الفتويين رقم: 117552، ورقم: 328867.

وأما إن كان مقصوده منه الكره لله عز وجل وبغضه بسبب أحكامه، فهذا خارجٌ من جملة المسلمين ـ عياذاً بالله ـ من الخذلان، وقد عد العلماء بغض الله أو رسوله أو شيءٍ مما جاء به من نواقض الإيمان، وكذا جعلوا من شروط لا إله إلا الله الحب المنافي للبغض، وانظر الفتوى رقم: 64695.

ولا يلزم من صاحب هذا الضيق والكره أن يكون جاحدا لشيء من الدين، غير أننا ننبه أن هذا الضيق من الله أو من أحكامه يكون كفرا إذا استقر في قلب العبد، أما إذا كان بسبب الشيطان ووسوسته، فلا يكون صاحبه كافرا، وعلامة ذلك كره العبد لهذه الوساوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني