الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة على الصحابة وغيرهم بين الكراهة والإباحة

السؤال

كيفية الصلاة على النبي ؟؟
وهل تجوز الصلاة على أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام مثل أبي بكر؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لها أساليب متنوعة، وأولاها ما أخرجه الشيخان والنسائي وأبو داود وابن ماجه ومالك وأحمد من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم. إنك حميد مجيد. وأما الصلاة على الصحابة وغيرهم فقد اختلف فيها العلماء. قال صاحب غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: اختلف العلماء في الصلاة على غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هل تجوز استقلالاً أم لا؟ فقال ابن القيم في جلاء الأفهام: هذه المسألة على نوعين: أحدهما أن يقال: اللهم صل على آل محمد، فهذا يجوز ويكون صلى الله عليه وسلم داخلاً في آله، فالإفراد عنه وقع في اللفظ لا في المعنى. الثاني: أن يفرد واحدًا بالذكر، كقوله: اللهم صلى على عليٍّ أو حسنٍ أو أبي بكر، أو غيرهم من الصحابة ومن بعدهم، فكره ذلك مالك. قال: لم يكن ذلك من عمل من مضى. وهو مذهب أبي حنيفة وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري، وبه قال طاووس، وقال ابن عباس: لا تنبغي الصلاة إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار. وهذا مذهب أصحاب الشافعي، ولهم ثلاثة أوجه: أنه منع تحريم، أو كراهة تنزيه، أو من باب ترك الأولى وليس بمكروه. وقالت طائفة من العلماء تجوز الصلاة على غير النبي استقلالاً... وانظر المرجع المذكور (1/32). والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني