الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من كان يخرج زكاته بالسنة الميلادية لسنوات عديدة

السؤال

من لديه زكاة اعتاد أن يخرجها حسب التاريخ الميلادي، فهل من الممكن أن يحول هذا التاريخ إلى الهجري ويحسب فرق 11يوما، وأن من أخطأ في إخراج الزكاة لا تسقط عنه، وهذا ما وقعت فيه، فقد كنت أخرج الزكاة بصورة خاطئة تماما عموما، وقد عرفت أن المال قد يقل عن النصاب أثناء الحول إن أحتاج الإنسان إلى المال، فشخص مثلا عنده زكاة منذ فترة وهو لا يعلم أحكام الزكاة، وبعد معرفته الحكم دقق في حسابته القديمة فوجد: أول تاريخ لوصول ماله النصاب:10 يناير لسنة 2000، ثم طافت سنة كاملة من التاريخ المذكور بالميلادي وليس بالهجري، ثم في السنوات المقبلة أخرج حسب الهجري، وبعد تحويله للهجرى على أحد البرامج سيكون: 4شوال 1420هجرى، وهناك فرق 11يوما بين الميلادي والهجري ... فهل هناك إثم في ذلك في أول سنة؟ وهل بعد تحويل التاريخ للهجرى سيتم كسر 11يوما الفارق بين التقويمين؟ أم أجعل إخراج الزكاة كل سنة قبل تاريخ 4شوال، لأن التعجيل جائز...؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تعرف الوقت الذي بلغ فيه مالك نصابا بالتاريخ الهجري ثم تخرج الزكاة بعد حولان الحول الهجري على ملك النصاب إن لم ينقص النصاب في أثناء الحول، فإن كنت أخرجت الزكاة متأخرة أحد عشر يوما في العام الأول بسبب حسابك لها بالتاريخ الميلادي فعليك في الأعوام التالية أن ترجع إلى التاريخ الهجري من وقت ملك النصاب لا من وقت إخراج الزكاة في العام الأول، وأما هذا التأخير الذي حصل منك فيرجى أن يتجاوز الله عنك لجهلك بالحكم، ولبيان الواجب على من كان يخرج زكاته بالتاريخ الميلادي انظر الفتوى رقم: 214855.

واعلم أنه لا يجوز تأخير الزكاة بعد حولان الحول الهجري على المال، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 129871.

وأما تعجيلها قبل الحول الهجري: فهو جائز عند الجمهور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني