الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بعد الصلاة بين الاجتماع له والانفراد به

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: هل ينبغي لي كإمام لمسجد راتب وأجبرت على أن أدعو عقب كل صلاة وإلا يستبدل بي غيري وقد يكون غيري ليس على عقيدة ومنهج سلفي ماذا أفعل؟ وهذه الحالة منتشرة في بعض المساجد فهل يجوز لي البقاء كإمام وقد يستفيد الغير مني وكذلك من الخطب؟ أم أترك وأقول أن الدين يتكفل به الله؟
أفيدونا جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد صحت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تأمر بملازمة بعض الأدعية بعد الصلوات، من ذلك حديث معاذ الذي أخرجه أبو داود في سننه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: والله إني لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ، لا تدعنّ في دبر كل صلاة، تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وأوصى بذلك معاذ الصنابحي ، وأوصى به الصنابحي أبا عبد الرحمن. وقد سبق تفصيل هذا الموضوع في الفتوى رقم: 5340 فراجعها. وهذا إن كان يراد منك القيام بالدعاء منفردًا. وأما إن كان الذي يراد منك عقب كل الصلوات هو الاجتماع للدعاء، فإن ذلك بدعة ولا يجوز فعله. فقد عرف الشاطبي المالكي البدعة بقوله: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه وتعالى.. كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا، وما أشبه ذلك. وبناء على ما تقدم، فإن كان الذي يراد منك هو مجرد الدعاء بعد الصلوات، فلا مانع من فعله، والاستمرار في الإمامة، إلا أنه يحسن أن تتركه من حين لآخر إن أمكن، خروجًا من الخلاف الذي جرى فيه. وإن كان المقصود الاجتماع للدعاء بعد كل الصلوات فلا يجوز لما ذكر. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني