الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام الموسوس في الطهارة والصلاة

السؤال

أنا فتاة أعاني من الوسواس القهري: إذا كنت في الركعة الأولى أنظر إلى جزء معين من سجادة الصلاة حتى لو لم تكن جهة القبلة، وفي الثانية أنظر إلى مكان آخر.. و هكذا، حتى لا أشك أنني نقصت ركعة، وأحيانا أشك وأزيد ركعة، وأعد التسبيحات على يدي حتى لا أشك، ودائما أسجد سجود السهو... وغالبا أشك إذا حركت الدبلة ليتخللها الماء في الوضوء، فأكرر الوضوء، وأحيانا أشعر أن قطرات من البول تنزل رغما عني، مع أنني أذهب إلى الحمام قبل كل صلاة، وأدخل الحمام قبل كل صلاة وأمكث عشر دقائق وأقوم بالتنظيف الشديد لهذه المنطقة، وألبس الفوطة الصحية طيلة أيام الشهر في الحيض وفي غيره، وعقلي لا يقوى على مقاومة كمية الوساوس في التفاصيل التي تذكرونها فيما يخص الإفرازات، فهل يجب التحري من عدم وجود إفرازات في المنطقة..؟ وفي أغلب ردودكم على الوسوسة يأتي ذكر: إلا إذا كنت على يقين، فما معنى ذلك؟ إذا كنت موسوسة فأنا أظن أنني على يقين، وأيضا تقولون يجب أن أتطهر وأتوضأ بعد دخول وقت الصلاة، وفي ذلك مشقة غير طبيعية، وهل هناك شيء سهل أستطيع اتباعه لأعلم هل ملابسي طاهرة أم لا...؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أنه لا علاج لهذه الوساوس سوى تجاهلها والإعراض عنها، ولا حرج عليك في الأخذ بأيسر الأقوال وأخفها ما دمت مصابة بالوساوس، ومن ثم فلا حرج عليك في الوضوء قبل دخول وقت الصلاة، ولا ينتقض وضوؤك بخروج الوقت كما هو مذهب المالكية، وانظري الفتوى رقم: 141250.

واعلمي أن رطوبات الفرج طاهرة، فلا توجب الاستنجاء أصلا، وانظري الفتوى رقم: 110928.

ودين الله يسر لا عسر ولا حرج فيه بحمد الله، فعليك ألا تدخلي الخلاء إلا إذا احتجت لذلك، ولا تمكثي فوق قدر حاجتك، وإذا استنجيت فصبي الماء على موضع النجاسة حتى يغلب على ظنك زوالها، ويكفي غلبة الظن ولا يشترط اليقين، وانظري الفتوى رقم: 132194.

وإذا توضأت فلا تزيدي في غسل العضو عن ثلاث مرات، ومهما وسوس لك الشيطان أن الماء لم يصل إلى مكان كذا فلا تلتفتي إلى وسواسه.

وإذا صليت فلا تلتفتي للشكوك، فإذا أوهمك الشيطان أنك لم تقرئي فقدري أنك قرأت، وإذا شككت هل سجدت سجدة أو سجدتين فاعتبريهما سجدتين، وإذا شككت في عدد الركعات فابني على الأكثر، وهكذا، ولا تسجدي للسهو بعد الصلاة، وانظري الفتوى رقم: 134196.

وهكذا، فافعلي في جميع ما يعرض لك من الوساوس حتى يمن الله عليك بالشفاء ويذهبها عنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني