الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ جائزة عن بحث اقتصادي من البنك الدولي

السؤال

قام منتدى البحوث الاقتصادية بالتعاون مع البنك الدولي وهو أحد منظمات الأمم المتحدة بعمل مسابقة اقتصادية عن حلول لرفع مستوى ريادة الأعمال لما يساهم فيه في الاقتصاد، والمسابقة لا تطلب أي شيء من المشتركين غير كتابة بحث عن ذلك، ومن ثم فسيتم تقديم جوائز تقديرية ومالية وشهادة إنجاز لأفضل 5 مقالات، فهل أقبل الجائزة؟ مع العلم أنني لا أعلم مصادر أموال البنك ولا مصادر أموال الجائزة، فربما تكون من البنك أو من المنتدى أو من آخرين.. ويغلب على ظني أن البنك هو من سيعطي ما دام يتعاون معهم، ولم أتناول في مقالي فكرة تبيح الربا أو مخالفة شرعية على حد علمي، فكل ما في البحث هو معاندة القوانين والجهات التمويلية في إعطائها التمويل لأصحاب المشاريع دون أن أذكر أو أحدد التمويل الإسلامي أو غيره، لأن الموضوع عن صعوبة طريقة الحصول على تمويل، وليس طبيعة التمويل، وتكلمت بوجه عام على الصعوبة التي تواجه أصحاب المشاريع من ضمانات وطلبات بأن يكون المشروع بالفعل قد ربح وعدم مساندة الدولة، بل بالعكس، وأيضاً تكلمت عن حل أراه ـ والله أعلم ـ قد يقضي على فكرة البنوك والربا على الأقل من اتجاه الممولين، ويسلط الضوء على مراقبة الأموال لمنع انتشار المخدرات والرشاوى وغير ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام موضوع المسابقة التي تقدمه مباحا، فالأصل حل الجائزة، وإذا كان يغلب على ظنك أن مقدمها هو البنك المذكور فالمسألة تندرج تحت حكم معاملة صاحب المال الحرام، وخلاصة القول في ذلك أن من كان جميع ماله من الحرام حرم التعامل معه، وإن كان ذلك هو الغالب أو الأكثر: كره، ولمزيد من التفصيل والأدلة وأقوال العلماء نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6880.

وعلى هذا؛ فلا يحرم عليك الانتفاع بالجائزة إن أعطيتها، والتنزه عنها أولى، لكن لا تترك، بل تؤخذ، فإما أن تنتفع بها، أو إن شئت الاحتياط والورع فتدفعها للفقراء والمساكين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني