الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إيضاح حول طلب عمر من عمرو إرسال الميرة من مصر عام الرمادة

السؤال

كيف أرسل عمر بن الخطاب في عام الرمادة إلى عمرو بن العاص والي مصر طالبا العون ولم يكن قد فتح مصر بعد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما أشرت إليه محل إشكال، وهو ما حمل بعض المؤرخين على ترجيح تقدم فتح مصر على سنة عشرين، قال ابن الأثير: ثم دخلت سنة عشرين، قيل: في هذه السنة فتحت مصر في قول بعضهم، على يد عمرو بن العاص والإسكندرية أيضا، وقيل: فتحت الإسكندرية سنة خمس وعشرين، وقيل: فتحت مصر سنة ست عشرة في ربيع الأول، وبالجملة فينبغي أن يكون فتحها قبل عام الرمادة، لأن عمرو بن العاص حمل الطعام في بحر القلزم من مصر إلى المدينة، والله أعلم، وقيل غير ذلك. اهـ.

وقال ابن كثير: سنة عشرين من الهجرة، قال محمد بن إسحاق: وفيها كان فتح مصر، وكذا قال الواقدي: إنها فتحت هي والإسكندرية في هذه السنة، وقال أبو معشر: فتحت مصر سنة عشرين، وإسكندرية في سنة خمس وعشرين، وقال سيف: فتحت مصر وإسكندرية في سنة ست عشرة في ربيع الأول منها، ورجح ذلك أبو الحسن ابن الأثير في الكامل لقصة بعث عمرو بن العاص الميرة من مصر عام الرمادة، وهو معذور فيما رجحه .اهـ.

ويحتمل أيضا أن يكون عام الرمادة متأخرا عن سنة ثماني عشرة، قال ابن كثير: ثم دخلت سنة ثماني عشرة، قال ابن إسحاق، وأبو معشر: كان في هذه السنة طاعون عمواس وعام الرمادة، فتفانى فيها الناس، قلت: كان في عام الرمادة جدب عم أرض الحجاز، وجاع الناس جوعا شديدا، وقد بسطنا القول في ذلك في سيرة عمر، وسميت عام الرمادة، لأن الأرض اسودت من قلة المطر، حتى عاد لونها شبيها بالرماد، وقيل: لأنها كانت تسفي الريح ترابا كالرماد، ويمكن أن تكون سميت لكل منهما ـ والله أعلم ـ ثم قال: وكتب ـ يعني: عمر بن الخطاب ـ إلى عمرو بن العاص بمصر أن يا غوثاه لأمة محمد، فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمات، ووصلت ميرة عمرو في البحر إلى جدة، ومن جدة إلى مكة، وهذا الأثر جيد الإسناد، لكن ذكر عمرو بن العاص في عام الرمادة مشكل، فإن مصر لم تكن فتحت في سنة ثماني عشرة، فإما أن يكون عام الرمادة بعد سنة ثماني عشرة، أو يكون ذكر عمرو بن العاص في عام الرمادة وهما. اهـ.

وانظر للفائدة الفتوى رقم: 198027.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني