الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَن خرجت منه غازات أثناء طواف العمرة

السؤال

أعاني من غازات غير مستقرة، أحيانًا تأتي بصورة خفيفة، وأحيانًا بصورة كثيفة، فذهبت لأداء العمرة، وفي الشوط السابع خرجت مني غازات بصوت دون إرادة، فأكملت الطواف، ثم ذهبت وتوضأت، ورجعت وأعدت الشوط السابع، ثم نويت إعادة الطواف كاملًا من باب الاحتياط، وفي الشوط الثالث هاجت بطني، وخرجت ريح، فأكملت العمرة، ولبست ملابسي ورجعت، وبعد عدة أيام شعرت بضيق، وأن عمرتي غير مقبولة، فرجعت مرة أخرى إلى مكة، ونويت إعادة العمرة من باب الاحتياط، وكلما شرعت في الطواف تأتيني غازات، فأرجع وأعيد الوضوء، فهل كان عليّ أن أعيدها؟ وهل عمرتي صحيحة؟ وإذا نويت الزواج، فهل سيكون الزواج صحيحًا؟ وهل عليّ فدية؟ وإذا تحسنت حالتي في المستقبل، فهل أعيد هذه العمرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان شعورك بخروج هذه الغازات مجرد وسوسة، فلا تبال بها، ولا تعرها اهتمامًا.

وأما إن كنت جازمًا بخروجها منك، فأنت -والحال ما ذكر- في حكم المصاب بالسلس، على ما بيناه في الفتوى رقم: 136434.

ومن ثم؛ فعمرتك صحيحة، ولم يكن يلزمك أن تعيدها أصلًا.

ثم إن القول بعدم اشتراط الطهارة للطواف قول قوي، اختاره جمع من المحققين، ولا حرج عليك في الترخص بهذا القول، والعمل به، على فرض كونك غير مصاب بالسلس، والأخذ ببعض رخص العلماء للحاجة مما سوغه كثير من أهل العلم، على ما هو مبين في الفتوى رقم: 134759.

والحاصل أن عمرتك صحيحة، وزواجك بعد هذا صحيح ـ إن شاء الله ـ ولا فدية عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني