الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل المنازعات في الميراث أحوج إلى القضاء الشرعي

السؤال

نحن ست بنات كان لنا منزل قديم، فتوفي والدي، فقمنا بإعادة بنائه من جديد، ولنا إخوة متزوجون رفضوا أن ينفقوا معنا في بناء المنزل والمنزل مكتوب بأسمائنا جميعا، وقد أخذت أمي كل الأموال وفلوس معاشنا، فأصبحت الأموال مختلطة، وإخوتنا الذين رفضوا أن ينفقو معنا في بناء المنزل يريدون حقهم مثلنا تماما، وقد رفضوا أن يأخذوا حقهم على أساس سعر المنزل القديم قبل البناء ويطمعون في مال أكثر، أريد حلا يرضي كل الأطراف دون ظلم أحدنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فاعلمي ـ أيتها الأخت السائلة ـ أن مثل هذه المسائل التي يكون فيها خصومة ونزاع بين الورثة وتختلط فيها الأموال وتكثر فيها الدعاوى، مثل هذه المسائل هي أحوج إلى القضاء الشرعي منها إلى الإفتاء، فتحتاج إلى محكمة شرعية إن كانت أو مشافهة جميع أطراف النزاع بالمشكلة لمن فيه أهلية لذلك من المشايخ حتى يتم الاستماع إليهم جميعا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: يَا عَلِيّ إِذَا جَلَسَ إِلَيْكَ الْخَصْمَانِ، فَلَا تَقْضِ بَيْنَهُمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنْ الْآخَرِ، كَمَا سَمِعْتَ مِنْ الْأَوَّلِ، فَإِنَّكَ إِذَا فعَلْتَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ. رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني.

ولم تذكري لنا هل قمتم بهدم المنزل القديم وبناء الجديد باتفاق بينكن وبين جميع الورثة، أو من تلقاء أنفسكن بدون رضا جميع الورثة، وهذا مؤثر في الجواب، وقد بينا في الفتوى رقم: 238465، الحكم فيما لو بنى بعض الورثة في الأرض المشتركة بدون إذن البقية، فانظريها.

والحاصل أننا نوصي برفع المسألة إلى المحكمة الشرعية إن وجدت، وإن لم توجد فشافهوا أحد الفقهاء بها، فإن هذا أدعى لبيان الحق وأخصر للوقت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني