الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إطلاق مصطلح (رؤية المستقبل)

السؤال

يأتي إعلان في التلفزيون، يقول إن شخصا اعترض على شراء سلعة معينة؛ فرأى المستقبل، وعرف أن لعدم شراء هذا المنتج عواقب فاشتراه.
فما حكم قولهم بأنه رأى المستقبل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نطلع على الإعلان المذكور، وعلى كل حال، فقد يكون المراد من قولهم: (إن الشخص رأى المستقبل) أنه تدبر الأمر ونظر في عواقبه، وتأمل ما يؤول إليه؛ فغلب على ظنه أن شراءه لهذه السلعة أنفع له.

وأما الزعم بأن شخصًا اطلع على الغيب حقيقةً، فاشترى السلعة لنفعها؛ فإنه كذب وضلال، وافتراء؛ لأن من المعلوم من الدين بالضرورة أنه لا يعلم الغيب إلا الله؛ قال الله تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {سورة النمل:65}. وقال سبحانه: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ [الأعراف: 188].

هذا؛ واعلم أن بحوث التسويق في مجال التجارة العالمية، قد تطلق مصطلح (رؤية المستقبل) على بعض الدراسات الاستشرافية المتعلقة باتخاذ أساليب وإجراءات لتحفيز الاحتمالات المرغوبة، ومنع أو عرقلة الاحتمالات غير المرغوبة، وذلك من خلال دراسة سلوك المستهلك. ولا حرج في استعمال هذا المصطلح في هذا السياق؛ لأنه يدل على إجراء بحوث ودراسات، وليس على ادعاء الغيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني