الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب العدل بين الزوجات في كل شيء

السؤال

زوجي يجمع جميع عائلته في عيد الأضحى وقت الأضحية بما فيهم أولادي ويرفض وجودي معهم، لأن الأضحية تتم في بيت زوجته الأولى ويقول إن وجودي يزعجها، ويحرمني كل عام من مشاهدة الأضحية حتى لا يضايق أولاده وزوجته بوجودي، مع العلم أنني لا أضايق أحدا بأفعالي ولا بحديثي، ولكن يعز علي أن أحرم من مشاركة زوجي وأبنائي يوم الأضحية والإحساس بفرحة جميع المسلمين، مع العلم أنني متغربة، وقد تركت أهلي وإخوتي وأسكن في بلد بعيد عن أهلي، فما حكم الشرع من ناحية العدل والظلم؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العدل الواجب بين الزوجات هو العدل في المبيت والنفقة، وأما ما هو مذكور هنا من أمر الأضحية فلا يجب العدل فيه، وراجعي الفتوى رقم: 51048.

ولو أنه تحرى العدل في كل أمر ظاهر كان أفضل ليبعد عن زوجتيه أو زوجاته التنافر والتباغض، وقد كان السلف يستحبون العدل بين الزوجات في كل شيء، فعن جابر بن زيد قال: كانت لي امرأتان وكنت أعدل بينهما حتى في القبل.

وعن مجاهد قال: كانوا يستحبون أن يعدلوا بين النساء، حتى في الطيب، يتطيب لهذه كما يتطيب لهذه.

وكان محمد بن سيرين يقول فيمن له امرأتان: يكره أن يتوضأ في بيت إحداهما دون الأخرى.

فيمكنك أن تتفاهمي مع زوجك بالحسنى في ضوء ما ذكرنا، وإن كان لا يريد أن يجمع بينك وبين زوجته في بيت واحد عند الأضحية فليناوب بينكما فيها بحيث تكون في عيد عندك وفي العيد الآخر عندها، وهذا كله فيما يتعلق بالأضحية، وأما يوم العيد نفسه فيكون زوجك فيه عند صاحبة النوبة منكما، ولا يجوز له إيثار إحداكما به إلا برضا الأخرى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني