الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عوامل التخلص من الكسل والفتور عن الطاعة

السؤال

شخص كان يقيم على المعاصي، وغافلا عن القرآن وعن التوبة، وأصبح يترك الطاعات بالتدرج لثقلها عليه حتى أصبح قليل الطاعة، وربما لا يصلي إلا الصلوات الخمس فقط، وبعدها أصبح في قلبه ما يشبه النفاق والمرض عن الله والرسول صلى الله عليه وسلم والدين، ولم يستطع التوبة منه، وربما يكون نفاقا اعتقاديا بسبب إصراره على المعاصي، كما قال الله: فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه ـ فكيف يتخلص مما أصاب قلبه مع محاولة التوبة مما في قلبه، لأنه يعود لهذه الذنوب ذنوب الاعتقاد عن الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يستطع التخلص منها لتكرارها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمادام هذا الشخص يريد التوبة، ويحرص على التخلص مما هو فيه من الإقامة على المعصية، فليس هو منافقا النفاق الأكبر، بل إن فيه خيرا بلا شك، لكن عليه أن يأخذ بأسباب زيادة هذا الخير، فيتوب فورا عما هو مقيم عليه من المعاصي، وليعلم أن الله تعالى غفور رحيم، فمهما عظم ذنبه أو كثر، فإن عفو الله تعالى أعظم، وهو سبحانه يقبل توبة التائب إذا صدق في توبته كائنا ما كان ذنبه، فعليه أن يصدق في التوبة، ويقبل على الله بإخلاص وإنابة، وينزع عن هذه المعاصي فورا، وليحسن ظنه بربه، فإن قدر أنه عاد إلى بعضها فليعد وليتب، ومهما تكرر منه الذنب فليكرر التوبة، ولا يمل ولا يسأم، وعليه مع ذلك أن يأخذ بالأسباب التي تقيه معاودة الذنب، ومن أهمها الاجتهاد في الدعاء، ولزوم الذكر، وتخير الصحبة الصالحة، واجتناب الأسباب الحاملة على مواقعة المعصية، والتفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته، واستحضار عظمته سبحانه، وليكثر من الحسنات، وليتزود من الطاعات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، نسأل الله أن يوفقه للتوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني