الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم انتفاع الابن بمال أبيه الذي اقترضه بالربا

السؤال

أنا شاب من مصر، وكثير من علماء الأزهر الشريف يحلون أخذ القروض من البنوك، وبسبب هذا أبي وأمي يعتقدان أنها حلال، ونحن الآن مسافرون إلى بلد أوروبي للسياحة، وبعد يومين علمت من أبي أنه أخذ قرضًا من البنك للرحلة.
بالطبع أنا لم أكن أعلم ذلك حتى الآن.
وهذا القرض يساوى ربع مصاريف الرحلة، ومعنى ذلك أن ربع أموالنا المستخدمة في الرحلة حرام، والمشكلة أن طعامي ومسكني، وملبسي في هذه الرحلة كله من مال أبي، وأنا لا أعلم ماذا أفعل، وأنا أتوسل لربي، وأدعو أن يكون كل طعامي من المال الحلال.
أرجو أن تذكروا لي أقوال أهل العلم في هذه المسألة، عند اختلاط المال الحلال والحرام، وأرجو أيضًا الأخذ في الاعتبار أننا سنظل في السفر مدة أسبوع، وأنني مضطر لأن آكل وأشرب من مال أبي؛ لأنه ليس عندي أي مصدر دخل آخر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاقتراض بالربا من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات، ومما يوجب اللعن، ويمحق البركة، فالواجب على أبيك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، وقد بينا كيفية التوبة من الاقتراض بالربا في الفتوى رقم: 16659، فراجعها.

أما عن حكم انتفاعك بمال أبيك الذي اقترضه بالربا، فلا بأس؛ لأنّ التحريم متعلق بذمة المقترض، لا بعين القرض، وانظر الفتوى رقم: 110364.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني