الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استرداد الزوج الذهب بعد الطلاق قبل الدخول وماهية الخلوة الشرعية

السؤال

كان قد عقد قراني على شخص، ثم حصلت بيننا مشاكل؛ فطلبت الطلاق. في الأول عارض زوجي هذا الطلاق، ولكن بعد ذلك قبل وطلقني. وطلب مني إرجاع كل من الخواتم والكلابس التي قدمها لي. فهل هذا طلاق أم خلع؟ علما أنه لم يعطني المهر، فقد كنا متفقين أن آخذه قبل الزفاف بأسبوع. وقد مر الآن شهران على طلاقي، وتقدم لي شخص لخطبتي، لكن لا أعلم إن كانت علي عدة أم لا؟ علما أن زوجي لم يدخل بي، لكن صارت بيننا خلوة، وأريد أن أعرف هل هذه خلوة شرعية أم لا؟ زارني زوجي عدة مرات في بيت أهلي، وكان يقبلني ويحضنني، لكن الباب لم يكن مغلقا تماما، وكان بإمكان والدي أو أخي الدخول بمجرد دفع الباب، كنا نقبل بعضنا وكأننا نسرق.
فهل هذه خلوة شرعية؟ وهل علي عدة؟ وهل لي أن أسمح لهذا الشخص بخطبتي، فأنا أخاف أن تكون خطبتي باطلة؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما حصل هو أنه قد طلقك، ثم بعد ذك طلب منك هذه الأشياء، ولم يكن هنالك اتفاق على الطلاق مقابل هذا العوض، فليس هذا بخلع، وإنما هو طلاق، فلا يستحق العوض. ولكن إن كان قد وهبك إياها من أجل إتمام الزواج، وفات مقصوده، فيجوز له الرجوع في هذه الهبة، فتردين له ما وهب، وراجعي الفتوى رقم: 291451.

وبالنسبة للمهر: فإنك تستحقين نصفه، وكذلك الحال بالنسبة للعدة، فلا عدة عليك، إن لم يحصل دخول، أو خلوة شرعية، وهذا هو الظاهر أن الخلوة الشرعية لم تتحقق، ما دام الأمر على ما ذكرت من كون الباب ليس مغلقا بحيث يمنع دخول الداخلين. وراجعي في ضابط الخلوة الشرعية، الفتوى رقم: 209410.

واستمتاعه بك بالتقبيل ونحوه، لا يأخذ حكم الدخول عند أكثر أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 49557.

وعليه، فلا بأس بقبول الخطاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني