الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقطع علاقتك بهذه المرأة ورد المال إليها

السؤال

أنا موظف في بنك، وراتبي حوالي 8000 جنيه مصري، وكنت أحب أن أشتري سيارة، لكنني أخاف من الحرام، وكان معي جزء من ثمنها، وزوج خالتي ليجنبني الحرام دفع لي الباقي من ثمنها ـ وهو 110000ـ جنيه مصري، وقال لي ادفع لي كل شهر مبلغا إلى أن تسدد المبلغ كله... ومنذ فترة تعرفت على سيدة تعمل منتجة سينمائية تقول إنها تحبني، وتحب فقط العلاقة الجنسية معي... وتحت ضغط احتياجي للمال عرضت علي مبلغا من المال بالدولار يعادل حوالي ـ 80000 جنيه مصري ـ وهو تقريبا أغلب المبلغ المتبقي لزوج خالتي... وهي قد ورثت من زوجها فلوسا كثيرة جدا منها فلوس من شركة إنتاج سينمائي يمتلكها، ومنها فلوس من منزل زوجها، فالفلوس منها جزء حلال مختلط بجزء حرام، وقد أخذت منها المبلغ لاحتياجي إليه، ولكنني لم أتصرف فيه خوفا من أن يكون حراما، فهل إذا اختلط المال الحلال بالحرام وأخذت منه علي ذنب؟ مع العلم أن نيتي أن أرد لها الفلوس، وقررت قطع العلاقه الحرام معها، فهل إذا قطعت علاقتي الحرام بها واقتصرت في التعامل معها فقط على أنني أخذت منها الفلوس وسأرجعها لها علي ذنب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى من تلك العلاقة المحرمة، فلا ريب في كون الزنا ومقدماته من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع السبل الموصلة إليها، ولا يتبع خطوات الشيطان، فإن كنت صادقاً في توبتك فبادر برد هذا المال للمرأة سواء كانت اكتسبته من حرام أو حلال، واقطع كل علاقة بها فوراً، واحذر من استدراج الشيطان وخداع النفس، فلا تتهاون في التعامل معها، وأقبل على الله واجتهد في طاعته واجتنب معاصيه، وتوكل عليه، وسوف يكفيك كل ما يهمك ويقضي عنك دينك ويغنيك من فضله، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني