الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفاهم بين الزوجين حسب الشرع والأخلاق يزيل المشاكل

السؤال

أنا متزوجة، مكتوب كتابي، والذي حصل معي كالآتي: أرجوك وجهني ما هو الصحيح؛ فأنا تعبت نفسيا جدا.
زوجي تقدم لي سنة 2013، كان لا يزال طالبا يدرس، وبقيت له سنتان على التخرج، وأيضا سنة جيش.
رغم أن ظروفه سيئة جدا تقدم لي؛ لأننا عرفنا بعضا لمدة شهور، وهو لم يرغب في أن يكلمني من وراء أهلنا.
المهم هو تقدم لي، والذي حصل ساعة الاتفاق بين الأهل، أن والدي طلب 100جرام ذهب، كشرط لإتمام لخطوبة؛ ووافق زوجي، رغم أنه لا زال يدرس، لكنه يعمل في الإجازات، وقال لي سآتيه ب 100 وزيادة أيضا.
وتكلم والدي عن مكان الشقة؛ زوجي قال إنه لن يستقر في مصر، وسيسافر ويستقر مع أهله في السعودية؛ وبالتالي فلا داعي لشقة هنا؛ فوافق والدي، وتمت الخطوبة. ومضت سنوات وتخرج زوجي، وأنهى الجيش، وفتحنا موضوع كتب الكتاب قبل سفره، على أساس يسافر يضبط أموره هناك، ويبعث لي بعده. المهم حصلت مشكلة كبيرة، وهي القائمة. ووالدي صمم أن يكتب لي قائمة بمبلغ فوق 200 ألف جنيه، وطلب أن يكتب في القائمة الشقة كلها، مع العلم أني لن أجهز معه شيئا هناك، فأهلي سيعطوني مقابل زواجي قطعة أرض.
وصمم والدي على أن يكتب قائمة بالشقة كلها، ويكتب الذهب 150جراما؛ وافق زوجي بعد مشادات بينهما على أن يكتب قائمة 150 ألفا. رجع والدي وقال ومؤخر 30 ألفا أيضا، هنا رفض أهل زوجي، وعلى حد قولهم: ليس هناك مؤخر، ليس كل شيء يمشي على مزاج أبيها. ووالدي أنهى مع زوجي أنه غير موافق، وتعال مرة أخرى نعيد الاتفاق بينا، وإلا فليس هناك نصيب.
المهم نهاية المشكلة بعد انهياري أنهم يوقفون الزواج، بعد السنين التي صبرتها! وافق والدي ألا يكتب مؤخرا، فأحب زوجي أن يرضي والدي فقال له: زد على القائمة 50 ألفا بدل 30 ألفا التي في المؤخر، وبذلك تكون القائمة 200 ألف، وبهذا تنتهي المشكلة.
أحكي لحضرتك التفاصيل لكي أستفسر عن الآتي: هل يحق لزوجي كلما فتح الموضوع أن يعيرني، ويظل يغلط في أهلي أنهم سيئون، وغير متساهلين، وكلام فظ منه جدا، وهو من ساعة السفر 5 شهور لم يكلم أهلي مكالمة واحدة، وأنا لا أطلب منه، وأظل أترجاه ألا يتكلم عليهم بشكل سيء؛ لأني لا أتحمل أن يشوه صورتهم، وأظل أقول له كفاية أنهم متحملون منذ سنين الخطوبة 5 سنين، ولا أحد يضغط عليك من أجل ميعاد الفرح، لكنه يرى أن هذه مسألة عادية، أن ينتظروا، أقول له أهلي تنازلوا عن شقة هنا في مصر، يقول لي: أنا سآتيك بها هناك. أقول له: أهلي خائفون علي؛ لأني لست معهم، فأنا سأكون مغتربة، وعملوا حوار القائمة هذا حفظا لحقي، هم كتبوا ورقة، لكن لم يأخذوا منك ريالا واحدا.
يظل يقول لي: أنا أحمل في نفسي شيئا تجاههم، وغير متقبل لهم نفسيا. قل لي حضرتك أنا ليس لي أحد أسأله المفروض أن أفعل ماذا؟ وكيف أعامله؟ ومن معه الحق، ومن المخطئ؟
وهل من المفروض أن أتحمل الإهانات والمعايرة، ويظل يقول لي الدين لا يقول هذا، والدك لحيته كبيرة، ورغم تدينه إلا أنه كان متشددا معي بهذا الشكل.
هل والدي على صواب في الجزء الخاص بالذهب والقائمة؟ هل زوجي يحق له أن يعيرني، رغم أني قلت له: أهلي لن يأخذوا الذهب، سيأتيك مرة أخرى. قال لي: تكونين طالقا لو أتيت به معك؟
هل أنا على صواب عند ما آخذ موقفا منه، وأقول له ننفصل، ويذهب يرى أناسا آخرين أفضل له. لكنه رفض، ويقول لي أنا مشتريك أنت، لكن أهلك لو احتاجوا في يوم أن يزورونا، فأنا لن أدفع لهم ريالا، فإذا أرادوا أن يأتوا فليكن بفلوسهم. وأنا من ساعة ما قال لي الكلام هذا وأنا أشعر بإهانة جدا، خاصة أن عندنا كرامة ونخوة، ولا أحد سيقبل أن يسافر.
هل أنا على صواب لأني أخذت عهدا على نفسي أن أتنازل عن القائمة عندما أسافر بدون علم أهلي، وأبيع الذهب وأعطيه فلوسه؟
أرجوك وجهني ماذا أفعل؟ ليس لي أحد غير ربنا، أشعر بأذى نفسي وإهانة لي، وحاليا أنا عندي موقف منه، ليس هناك كلام بيننا.
أرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكتابة قائمة المنقولات المعمول بها في بعض البلاد، مسألة ترجع إلى العرف والاتفاق بين الزوجين، كما بيناه في الفتوى رقم: 121637
فما حصل بين أهلك وزوجك فيما يتعلق بالاتفاق على المهر والقائمة، لا نقدر على الحكم عليه هل كان فيه مغالاة أو تعنت من جهة أهلك أم لا؟ ولا نرى كبير فائدة في الخوض في هذه المسألة، فضلاً عن أن تكون سبباً في الخلاف بينكما وتعكير صفو العلاقة الزوجية.
وما يفعله زوجك من تعييرك بموقف أهلك، وتكرار انتقاده لهم، فليس ذلك من المعاشرة بالمعروف، ونصيحتنا له أن يكف عن ذلك ويتجاوز عما مضى. ولا يجوز لك هجر زوجك في الكلام للسبب المذكور، ولا يسوغ لك أن تعرضي عليه الفراق.
وإذا أردت التنازل له عن القائمة، فهذا من حقك، ولا مانع منه إذا رأيت فيه مصلحة، ولا يلزمك إعلام والديك بذلك.
أمّا بيع الذهب وإعطاء ثمنه لزوجك، فلا نرى لك ذلك، مع العلم بأنّك إذا فعلت ذلك، فقد يقع طلاقك منه إذا كان قصده بيمينه ألا ينتفع به.
والذي ننصحك به هو التفاهم مع زوجك، وأن تبيني له أنّ أهلك لم يريدوا بهذا الاتفاق تعنيته، أو تحميله فوق طاقته، ونرجو ألا تحمّلي الأمر فوق ما يحتمل، فليس في كلامه إهانة لك، ولا يخفى عليك أنّ لك عند زوجك محبة وتقديراً كبيراً، وأنّه لم يدخر وسعاً في سبيل زواجك، فلا تجعلي الشيطان ينزغ بينكما، ويفسد العلاقة الطيبة بينكما.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني