الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مر بمكان فأصاب رشاش لا يدري هل هو نجس أم طاهر

السؤال

أسكن في منطقة عشوائية حيث يتواجد العديد من القطط تتبول بكثرة على الجدران وفوق الأسقف باتجاه الأزقة، وكثيرا ما رأيتها ترش بولها في فناء المنزل، وعندما أمر من الزقاق أو الفناء أحس بأن شيئا مثل الماء وقع على وجهي، وعندما أنظر إلى الأعلى أجد قطا فأجزم بأنه من بوله، علما بأنها لا تمطر، فأقوم بتبديل ملابسي، وهذا متعب، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل عدم التنجس وبقاء الطهارة، فمتى حصل الشك في تنجس شيء ما، فإننا نستصحب الأصل وهو طهارته، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: الأصل في الأشياء الطهارة، فلا يحكم على شيء أو محل بأنه نجس إلا بدليل يدل على نجاسته، وأن هذه النجاسة المنصوص عليها موجودة في هذا المحل، وإذا لم يتحقق هذان الأمران، فإن المسلم يصلي، وتكون صلاته صحيحة. انتهى.

وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: إِذا مرَّ شخص تحت ميزاب وأصابه منه ماء، فقال: لا أدري هل هذا من المراحيض، أم من غسيل الثِّياب، وهل هو من غسيل ثياب نجسة، أم غسيل ثياب طاهرة؟ فنقول: الأصل الطَّهارة حتى ولو كان لون الماء متغيِّراً، قالوا: ولا يجب عليه أن يشمَّه أو يتفقَّده، وهذا من سعة رحمة الله. انتهى.

وبناء على ما سبق, فإن ما يصيبك وجهك من ماء محكوم بطهارته مراعاة للأصل, وهو الطهارة, وبالتالي فلا يلزمك غسله, ولا تبديل ثيابك, إلا إذا حصل يقين جازم بكون ما أصابك من بول القطط, فيتعين عليك غسل موضع النجاسة فقط؛ لأن بول القطط نجس، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 51427.

وقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن لديك بعض الوساوس، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني