الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المال الذي يدخره الأب لأبنائه من حيث الملكية والزكاة

السؤال

أدخر مالاً شهرياً لأبنائي، وأجعله في ظرف بأسمائهم من أجل دراستهم في المستقبل، فهل تنتقل ملكية المال لهم بمجرد جعلها في الظرف؟ وهل لي حق التصرف فيها بعد ذلك في غير شؤونهم؟ وهل يزكى مع مالي؟ أم يزكى وحده؟ علماً بأن أعمارهم دون الرابعة.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت قصدت بهذا الفعل هبة المال لأولادك في الحال لينتفعوا به في المستقبل في دراستهم، فقد ملكوا هذا المال بمجرد إفرازه وجعله في مظاريف، لأنّ الأب يقبض الهبة لولده الصغير، قال ابن قدامة رحمه الله: فإن وهب الأب لابنه شيئا، قام مقامه في القبض والقبول إن احتيج إليه.... ولا فرق بين الأثمان وغيرها فيما ذكرنا، وبه يقول أبو حنيفة، والشافعي .. اهـ

وعليه، فإن زكاة هذا المال تفارق زكاة مالك، وتكون في مال الأولاد، فإذا بلغ مال الولد نصاباً وجبت فيه الزكاة، وتصرفك في هذا المال لغير شأنهم رجوع في الهبة، وهو جائز للوالد فيما وهب ولده بضوابط مبينة في الفتوى رقم: 135413.

وأمّا إذا كان قصدك بإفراز هذا المال مجرد حفظه لتصرفه لهم في المستقبل عند الحاجة، فالمال ملك لك، ولم يملكوه بذلك، ولك أن تتصرف فيه كما تشاء، وزكاته عليك مع سائر مالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني