الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اختيار الزوجة السفر إلى زوجها على البقاء مع أمها

السؤال

أنا متزوجة، وعندي ثلاثة أطفال، اللهم لك الحمد. وزوجي يعمل في الخارج، وكنت مقيمة مع أمي، وهي متعلقة بي وبأولادي جدا لدرجة كبيرة. ولي أخوات، وغير مقصرات معها، لكنها مرتبطة بي وبأولادي جدا. وزوجي أحب أن يأخذنا، لكن كان قد ترك لي مطلق الحرية. واستخرت ربنا وسافرت إليه، مع العلم أنه كان قد قال لي: براحتك، لست غاضبا إذا لم تأتي، لكن إذا جئت، فذلك أفضل.
فهل هذا حرام أني تركت أمي، وكان لي مطلق الحرية أن أقعد معها، أو أسافر؟
وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في السفر إلى زوجك، وترك أمّك، بل هذا هو الأولى والأفضل، فالمرأة إذا تزوجت، كان بيت زوجها أولى بها من غيره، وحقه عليها مقدم على حق غيره، ففي مستدرك الحاكم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: «زوجها» قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال: «أمه».
وقال ابن تيمية (رحمه الله): الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ، كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. مجموع الفتاوى.
واجتماع الزوجين والأولاد، فيه من المصالح الدينية والدنيوية ما لا يخفى، فاحرصي على البقاء مع زوجك وأولادك، وعاشري زوجك بالمعروف، وبرّي أمّك بما تقدرين عليه من السؤال، والمكالمات الهاتفية ونحوها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني