الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للمبتلى بمرض ويشعر بقرب أجله

السؤال

أنا شاب في الثانية والعشرين من العمر، أشتكي من سرطان الرئة منذ سنتين، وأتألم بشدة، وبدأ السرطان بالانتشار في أماكن مختلفة في العظم والرقبة والبطن، ومع أنني أعي وأفهم جيدا ما يدور حولي؛ إلا أنني معرض للموت في أية لحظة، لأن المرض أصبح في ذروته وقد ينتشر في باقي الأجزاء الحيوية من الجسم؛ كالمخ أو البنكرياس، أسألكم الدعاء لي، فإذا توفيت، فهل أنا شهيد, وما هي أحب الأعمال التي أتقرب بها إلى الله في هذه الأيام الأخيرة ليغفر لي الله؟ علما بأنه لا يكرهني أحد، ولم أقم بإيذاء أحد ولو بكلمة واحدة، ولم تتجرأ يدي على أي شيء حرام، ولست مدينا لأحد، ولكنني في صغري لم أكن مواظبا على صلاتي، وأنا الآن مواظب عليها، ونادم أشد الندم على ذلك، وراض تماما بحالي وسعيد جدا، لأن الله اصطفاني وابتلاني بهذا الابتلاء الشديد ليختبر صبري.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ونهنئك على ما رزقك الله من الصبر على البلاء واحتساب المصيبة، واعلم أنك لو أدركتك الوفاة بهذا المرض فيرجى أن تكون من شهداء الآخرة ـ بإذن الله ـ وانظر الفتوى رقم: 317680.

وننصحك بأن تحسن ظنك بالله تعالى، وتؤمل خيرا في واسع فضله وعظيم بره وجوده وإحسانه، فهو تعالى قادر على أن يذهب عنك هذا الداء بلطفه وكرمه، ثم حافظ على الفرائض، وأكثر من النوافل، واجتهد في طاعة الله ما أمكنك، والزم الذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، ووطن نفسك على الرضا بما يقدره الله تعالى؛ عالما أن قضاء الله تعالى لك هو الخير أيا كان، وأنه سبحانه أرحم بك من أمك التي ولدتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني