الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الطهارة وغيرها بالإعراض عنها وعدم الاسترسال معها

السؤال

كنت متضايقة جدا لأنني مصابة بالوسواس القهري، وأعاني من سلس، فقلت: إن الدين يسر، وأن الله سبحانه وتعالى ربما لم يكلف المصابين بالسلس بالوضوء لكل صلاة، وهو موجود في مذهب مالك، وقلت حتى لو كان هو ما شرعه الله فمن ذا الذي سيأخذ بمذهب مالك في هذه المسألة، قلتها بسخرية، وأقصد أنه ليس من السهل الأخذ به باعتبار أنه يوجد هذا القول في مذهبه، ولا يوجد دليل قوي عليه، وندمت فورا على ما قلته، وعندما قلت ذلك الكلام قلته وكأنني كنت ـ والعياذ بالله ـ متضايقة، لأن الله عزوجل لم يجعل الحكم واضحا إن كان فعلا هذا ما شرعه، ويريد بنا اليسر... وشعرت أنني كفرت فنطقت الشهادتين، وللاحتياط أريد أن أغتسل، فهل كفرت بما قلته؟ مع العلم أنني لا أعاني من الوسوسة في الكفر، وإنما في الطهارة والصلاة والصوم...

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أن مذهب مالك في هذه المسألة قوي ومتجه، وقد اختاره جمع من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية، وانظري الفتوى رقم: 141250.

ولا حرج على من عمل بهذا القول، وقلد من يفتي به، وخاصة إن كان موسوسا على ما هو مبين في الفتوى رقم: 181305.

وأما ما عرض لك من الأفكار فلا إثم عليك فيه ولا يوجب نطق الشهادتين ولا الغسل، ولم تخرجي بهذه الأفكار من الإسلام، بل أنت على الملة ـ بحمد الله ـ وإياك أن تفتحي على نفسك الوساوس في هذا الباب، فإن ذلك يفضي بك إلى شر عظيم، وعليك أن تجاهدي الوساوس مهما تعددت وكثرت وتزايدت وفي أي باب من أبواب الدين أتتك؛ فإنه لا علاج للوساوس سوى هذا، وانظري الفتوى رقم: 134196.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني