الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام انقطاع الدم والطهر

السؤال

قول ابن عباس رضي الله عنهما: ولا يحل لها إذا رأت الطهر ساعة إلا أن تغتسل ـ فهل هذا يعني أنه يجب أن ينقطع أقل شيء ساعة؟ أم يعني حتى لو كان انقطاع الدم مدة 5 دقائق أو أقل في نهاية أيام الحيض، كافيًا لأن يكون علامة على الطهر من الحيض؟ وهل أحسب ساعات النوم عند الجفاف؟ فمثلًا لو نمت ساعة أو ساعتين ثم استيقظت ووجدت الجفاف، فهل هذا يعني أنني طهرت؟ أم يجب أن أحسب الجفاف ساعة بعد استيقاظي؟ مع العلم أنني أعتمد على علامة الجفاف لتحديد طهري، لأنني لا أرى القصة البيضاء أبدًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المعنى الصحيح لكلام ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن الحائض إذا رأت الطهر ولو زمنا يسيرا وجب عليها المبادرة بالاغتسال, وليس المقصود أنه لا بدّ أن تمضي على الجفاف مدة زمنية تقدّر بساعة مثلا, قال الرحيباني في مطالب أولي النهى: ومن انقطع دمها في أثناء عادتها ولو كان انقطاعه أقل مدة، فلا يعتبر بلوغه يوما، فهي طاهر تغتسل، لقول ابن عباس: أما ما رأت الطهر ساعة فلتغتسل وتصلي ـ ونحوه، وتفعل ما تفعله الطاهرات، لأن الله تعالى وصف الحيض بكونه أذى، فإذا ذهب الأذى وجب زوال الحيض. انتهى.

ومن العلماء من يرى أن الحائض تنتظر اليوم ونصف اليوم إذا كان الانقطاع في زمن العادة، لأن عادة الدم أنه يجري وينقطع، وهذا القول الثاني هو الذي رجحه ابن قدامة في المغني، حيث قال: فإن المرأة متى رأت الطهر فهي طاهر تغتسل، وتلزمها الصلاة والصيام، سواء رأته في العادة أو بعد انقضائها، ولم يفرق أصحابنا بين قليل الطهر وكثيره، لقول ابن عباس: أما ما رأت الطهر ساعة فلتغتسل ـ ويتوجه أن انقطاع الدم متى نقص عن اليوم فليس بطهر بناء على الرواية التي حكيناها في النفاس أنها لا تلتفت إلى ما دون اليوم، وهو الصحيح ـ إن شاء الله ـ لأن الدم يجري مرة وينقطع أخرى، وفي إيجاب الغسل على من تطهر ساعة حرج ينتفي بقوله: وما جعل عليكم في الدين من حرج ـ ولأننا لو جعلنا انقطاع الدم ساعة طهرا ولا تلتفت إلى ما بعده من الدم أفضى إلى أن يستقر لها حيض، فعلى هذا لا يكون انقطاع الدم أقل من يوم طهرا؛ إلا أن ترى ما يدل عليه مثل أن يكون انقطاعه في آخر عادتها، أو ترى القصة البيضاء. انتهى.

وفي حال ما إذا لم تعلمي بالجفوف إلا بعد الاستيقاظ من النوم, فاعتبري نفسك طاهرة عند رؤية الجفوف, فالحدث يضاف إلى وقت الاطلاع عليه لا ما قبل ذلك، وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 293377.

ولا تنتظري مضي ساعة من الجفاف بعد الاستيقاظ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني