الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوساوس بتجاهلها وعدم الاسترسال معها

السؤال

أنا إنسان متزوج، ولم أكن ملتزما بديني: لا بالصلاة ولا الصيام، ولا الأخلاق، وبعيد كل البعد عن الله.
التزمت بديني منذ فترة قليلة (قبل 3 أشهر) بعد حدوث أصوات غريبة عندي بالمنزل من الخوف والرعب، أصبحت والحمد لله ألتزم بكل الفروض والواجبات الآن، لكن أصبح يراودني وسواس بكل شيء يقتلني، بالعقيدة والذات الإلهية، بكل شيء، أفسد علي حياتي ودمرها أصبحت دائم البكاء والعصبية والانهيار!!
أريد حلا لأتخلص منه؛ لأني ورب السماء تعبت، مع العلم أنني ملتزم بالصلاة كاملة بالمسجد إلا الفجر بالبيت، والأذكار الصباحية والمسائية والقرآن والرقية الشرعية، لكن ليست هناك نتيجة!!!
أرجوك ساعدني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي تاب عليك مما كنت فيه من الضياع، والواجب عليك أن تصدق في توبتك ابتغاء وجه الله تعالى، وأن يكون الحامل لك عليها هو رجاء ثواب الله، والخوف من عقابه، واجعلها توبة نصوحا صادقة، تقلع بها عن جميع المعاصي، وتعود بها إلى ربك تعالى، عالما أن السعادة كلها والفلاح كله هو في القرب منه، وابتغاء مرضاته سبحانه، وأن أحدا لن ينال الحياة الطيبة إلا في جواره تبارك وتعالى، كما قال جل اسمه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.

هذا، والواجب عليك أن تقضي الأيام التي كنت تتعمد فطرها في رمضان، وعليك كذلك -عند الجمهور- أن تقضي الصلوات الفائتة المتروكة عمدا، وفي المسألة خلاف، بيناه في الفتوى رقم: 128781، وحيث أردت القضاء، فكيفيته مبينة في الفتوى رقم: 70806.

وأما هذه الوساوس التي تسأل عنها، فعلاجها هو تجاهلها والإعراض عنها، وعدم المبالاة بها والالتفات إليها.

ويمكنك مراجعة طبيب نفسي ثقة، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، واجتهد في دعاء الله تعالى أن يصرف عنك ما تكره؛ فإن الدعاء من أعظم الأسلحة وأنفعها في حصول المطلوب، واندفاع المرهوب، وأكثر من ذكر الله تعالى، وعلق قلبك به، وتوكل عليه سبحانه، وفوض أمورك كلها إليه سبحانه، وأحسن ظنك به؛ فإنه عند ظن عبده به، نسأل الله أن يصرف عنك ما تكره من السوء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني