الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشترط أن تكون أول كلمات الشخص بعد نزول الابتلاء الحمد والاسترجاع لحصول الأجر؟

السؤال

مات لي طفلان على التوالي بعد ولادتهما، وفي المرة الأولى حضر الطبيب وأخبر زوجي، وعندما أخبرني كانت أول كلمة قلتها له: ماذا؟ ثم تداركت نفسي وقلت: الحمد لله، اللهم اجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إنا لله وإنا إليه راجعون ـ وفي المرة الثانية حضرت الطبيبة المسؤولة عن الحضانة، ومنذ أن رأيتها انقبض قلبي، فقالت لي: إن ابنتي قد ماتت، فقلت لها: لم تستطيعوا أن تفعلوا شيئًا من أجلها؟ فقالت لي: لا، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، والحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، فهل يشترط أن تكون أول كلمات الشخص بعد نزول الابتلاء الحمد والاسترجاع، وغير ذلك، وإلا لم يؤجر؟ أم إذا حدث نقاش من المفاجأة ثم بعدها حمد واسترجع يؤجر أيضًا، كما حدث معي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يأجرك في مصيبتك، وأن يخلف لك خيرًا منها، ونسأله تعالى أن يكتب لك ثواب الصابرين، ولا ريب في أن ما وقع منك من التجلد والصبر المحمود، وهو ـ إن شاء الله ـ من الصبر عند الصدمة الأولى، ولا يؤثر في ذلك تلك الكلمات القليلة التي تقدمت الاسترجاع والحمد؛ لأنها لم يكن فيها تسخط على المقدور، ولا إظهار للجزع، فيصدق عليك -والحال ما ذكر- أنك تلقيت تلك المصيبة بالصبر.

ونبشرك ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ: بَيْتَ الحَمْدِ. رواه الترمذي من حديث أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ وحسنه. فهذا عن سؤالك الأول.

وأما عن سؤالك الثاني: فيرجى إدخاله بشكل مستقل لتتسنى إجابتك عنه، كما هي سياسة الموقع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني