الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم توصيل مدرسات وطالبات إلى مدرسة بنات فيها مدرسون رجال

السؤال

عرضت عَلَي والدتي أن أقوم بتوصيلها هي وأختي الصّغرى، وفتاة أخرى أجنبيّة عنِّي، إلى مدرستهن، حيث تعمل أمي مُعَلِّمةً، وأختي والفتاة الأخرى طالبتان بالمدرسة. وهذه المدرسة وإن كانت للطَّالبات فقط، ولكن هناك اختلاط بين المعلمين والمعلمات، وكذلك المعلمون يشرحون للطَّالبات، ويحدث مزاحٌ بين المعلمين والمعلمات والطَّالبات -للأسف-، وكثيرٌ من الطَّالبات لا يلتزمن بالحجاب الشرعي الصّحيح، وكذلك أختي -للأسف- لا تلتزم بالحجاب الصَّحيح، وقد تحدّثت معها في هذا الأمر ومع والدي كثيرًا، ولكنّ والداي قالا بأنّهما يعترفان بذلك، وأنّ الإثم عليهما. وأمي أحيانًا أيضًا لا تغطّي منطقة الصّدر والكتف بالطّرحة الكبيرة التي لا تصف ما تحتها، وقد عرضت عَلَي أمي تشجيعًا لي مبلغًا من المال، نظير أن أقوم بتوصيلهن للمدرسة وإرجاعهن كلّ يوم.
فهل يجوز ذلك مع ما ذكرت لكم؟ وإذا لم يجُز توصيلهن للمدرسة. فهل يجوز إرجاعهن منها فقط، بحيث آخذهن من المدرسة إلى البيت فقط، وليس العكس؟ وهل يجب عَلَي أن أقوم بتوصيل الفتاة الأجنبيّة أوّلًا، ثمّ أمي وأختي؛ حتّى لا تكون هناك خلوة؟
أرجو سرعة الرّدّ؛ للحاجة.
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر لنا -والله أعلم- أنّه يجوز لك توصيل أمّك وأختك، والفتاة الأخرى إلى المدرسة، وإرجاعهن إلى البيت؛ لأن الغرض في الأصل مباح، وحصول بعض المنكرات في المدرسة، لا يجعل الذهاب إليها محرماً، وراجع الفتوى رقم: 358408
لكن عليك أمر أمّك وأختك بالمعروف، ونهيهما عن المنكر، مع مراعاة حقّ الأمّ، وعدم جواز الإساءة إليها، أو الإغلاظ لها في الكلام حتى لو كان في إنكار المنكر، وانظر الفتوى رقم: 134356.
ولا يجوز لك أن تخلو بالفتاة الأجنبية في السيارة، وانظر الفتوى رقم: 1079.

فإمّا أن يكون معك من تزول الخلوة بوجوده، أو توصلها قبل توصيل أمّك وأختك، حتى لا تنفرد معها في السيارة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني