الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الانتفاع من البرامج التي يبيحها أصحابها لعامة الناس

السؤال

ما حكم الاستفادة من فيديوهات اليوتيوب، مع العلم أنه يشرح درسا في الويندوز، وربما يكون الويندوز مقرصنا، وغير مفعل بطريقة قانونية. فهل أشاهد أي موضوع في الويندوز، أم أكتفي بالمواضيع التي يقدمها أصحابها على هاتف الأندرويد؟
وهل عندما أقوم بصنع فيديو في اليوتيوب، وأستخدم شرح برامج. هل يدخل فيها حقوق أصحابها، مع العلم أن البرامج يحملها الناس مجانا على سوق بلاي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكون الويندوز مقرصنا أو غير مقرصن، لا يمكن للسائل الجزم به، فيبقى على أصل السلامة، وأن ما في أيدي الناس وما يتصرفون فيه هو حقهم، وما جهلناه من خفايا الأمور كان في حقنا كالمعدوم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الأصل فيما بيد المسلم أن يكون ملكا له، إن ادعى أنه ملكه ... وما تصرف فيه المسلم أو الذمي بطريق الملك أو الولاية، جاز تصرفه، فإذا لم أعلم حال ذلك المال الذي بيده، بنيت الأمر على الأصل، ثم إن كان ذلك الدرهم في نفس الأمر قد غصبه هو ولم أعلم أنا، كنت جاهلا بذلك، والمجهول كالمعدوم.... إلى أن قال: وأما المسلم المستور، فلا شبهة في معاملته أصلا، ومن ترك معاملته ورعا، كان قد ابتدع في الدين بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. وبهذا يتبين الحكم في سائر الأموال؛ فإن هذا الغالط يقول: إن هذه اللحوم والألبان التي تؤكل قد تكون في الأصل قد نهبت أو غصبت. فيقال: المجهول كالمعدوم، فإذا لم نعلم، كان ذلك في حقنا كأنه لم يكن. اهـ.
وعلى ذلك؛ فليس للسائل ترك ما ينفعه؛ لاحتمال أن يكون أصله مغصوبا، أو مأخوذا بوجه لا يحل.
وكذلك الحال في البرامج التي يبيحها أصحابها لعامة الناس، لا حرج في الانتفاع بها، واستعمالها على شرط أصحابها.

وانظر للفائدة، الفتوى رقم: 132017.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني