الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام من لم ترجع لبيتها بعد طلب الزوج

السؤال

زوجتي ولدت فتاة منذ ما يقرب 40 يوما، واتفقت معها فور الولادة أن تجلس عند أسرتها ما يقارب أسبوعين، وبعدها تزور المنزل مرة ليومين كل أسبوع إلى أن تتحسن، وبعد أسبوعين على أول زيارة لمنزلها والعودة إلى بيت أهلها بدأت في الاختفاء وتقليل التواصل معي فقررت أن أقلل زيارتي لأهلها حتى تفهم أنني أرغب في عودتها إلى المنزل، ثم قررت أن تجتنبني... وتقوم بما تراه هي ووالدتها، فاعترضت على ذلك الوضع وقابلت والدها وأخبرته برفضي لذلك... فتدخلت والدتها ورفعت صوتها فور خروجي من منزلهم، فطلبت من والدها أن أقابله هو وابنته وأن نذهب إلى منزلنا، ثم نقرر ما سنفعله، فتدخلت الأم مجددا وأقنعت زوجها بأنهم لا يمانعون من عودتها حين تقدر على تغطية متطلبات بيتها كاملة دون تحديد مدة، وقد عملت على تدبير من يساعد في القيام بالطهي، وسأقوم على إتمام بعض مسؤوليات زوجتي مساعدة مني لها، أرجو تبيين الحكم والنصح بما يقتضيه الدين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على زوجتك أن تطيعك في الرجوع إلى بيتك ما دمت ستوفر لها ما تحتاجه ولا تحملها فوق طاقتها، ولا يجوز لها طاعة والديها في البقاء عندهم دون إذنك، فطاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، قال ابن تيمية رحمه الله: الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ.

وإذا لم تطعك زوجتك في الرجوع لبيتك فهي ناشز في هذه الحال، فقد جاء في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي: ولا تسقط نفقتها ـ الزوجة المريضة ـ حتى وإن كانت تمرَّض في بيت أهلها، إلا إذا طلب الزوج منها أن تعود إلى بيته، وكانت تستطيع العودة ولو محمولة، فامتنعت، لأنها بامتناعها تصبح ناشزة، أي خارجة عن طاعة الزوج بغير حق.

فنصيحتنا لزوجتك وأهلها أن يتقوا الله ولا يمنعوها من الرجوع إلى بيتك، ونصيحتنا لك أن تتفاهم مع زوجتك وأهلها وتبين لهم حكم الشرع كما ذكرناه لك، وإذا لم يستجيبوا لك فوسّط بعض العقلاء من الأقارب أو غيرهم من الصالحين ليكلموهم حتى يردوا إليك زوجتك، ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني