الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السلام عليكم أسأل عن النذر بالإسلام هل هو حلال أم حرام؟ أعلم أنه لا يمكن أن أشارط رب العالمين، أي أن أقول إذا نجحت سأذبح خروفا لوجه الله، لكن إذا تعرضت إلى حادث سير والله نجاني والحمد لله ألا يمكنني بعد الحادث أن أنذر بذبح خروف وتوزيعه على فقراء المسلمين؟ الرجاء إعلامي عن كل ما يختص بالنذر وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالنذر هو التزام طاعة لم تتعين كالصدقة وصيام التطوع، وله أقسام أوصلها بعض الفقهاء إلى سبعة تمكنك مراجعتها وبقية ما يتصل بالنذر في كتب الفقه، مثل كتاب "المغني" لابن قدامة. ونذرك الذي ذكرته هنا يسمى نذر التبرر أو الطاعة، وحكم الوفاء به الوجوب، وعليه الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَذَرَ أنْ يُطِيعَ الله فَلْيُطِعْهُ ومَن نَذَر أنْ يَعْصِي الله فلا يَعْصِهِ. رواه البخاري ومالك وأصحاب السنن. قال البيجرمي في حاشيته على المنهج: وثانيهما (نذر تبرر بأن يلتزم قربة بلا تعليق كعلي كذا) وكقول من شُفي من مرض: لله عليَّ كذا، لِمَا أنعم الله عليَّ من شفائي من مرض (أو بتعليق بحدوث نعمة أو ذهاب نقمة، كأن شفى الله مريضي فعليَّ كذا فيلزمه ذلك) أي ما التزمه (حالاً) إن لم يعلقه (أو عند وجود الصفة) إن علقه للآيات المذكور بعضها في أول الباب. اهـ فهنا ذكر الشيخ -رحمه الله- قسمي النذر من حيث الإطلاق والتقييد، وكلاهما يجب الوفاء به؛ لأنه نذر طاعة، مع أن النذر المقيد بشرط الممثل له بقوله: إن شفى الله مريضي فعليَّ كذا وكذا. مكروه في الأصل على الصحيح لقوله صلى الله عليه وسلم: النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخر، وإنما يستخرج به من البخيل. متفق عليه. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 3630. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني