الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخالفة نظام صرف الأدوية عدوان وخيانة للأمانة

السؤال

أعمل صيدلانية في مركز صحي تابع للحكومة، وخلال عملي يأتي الزملاء من التمريض وغيرهم، بطلب أدوية دون وصفة طبية، علمًا أن هذا الدواء يدفع عليه المريض مالًا، فأرفض إعطاءهم؛ مما يسبب لي حرجًا من الزملاء، في حين أن زملاء آخرين يعطونهم بلا حساب؛ مما يسبب عجزًا عند إحصاء الكمية آخر الشهر، فهل يجوز أن أعطيهم، أم أثبت على موقفي، وأطلب وصفة طبية؛ لكي يدفعوا ثمنه؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، وأن يثبتك على الحق، وعلى القوة فيه.

واعلمي أن ما تفعلينه هو الواجب المتعين عليك، فالموظف مؤتمن على ما تحت يده من الأدوية، ويجب عليه التقيد بنظام صرف الأدوية، ولا يسوغ له صرف الأدوية بلا وصفة طبية محاباة للزملاء، أو لغير ذلك من الأسباب، ومخالفة نظام صرف الأدوية عدوان وخيانة للأمانة.

وقد سئلت اللجنة الدائمة: أعمل بمهنة صيدلاني، وكثيرًا ما أصرف أدوية بدون وصفة طبية، أو أصرف زيادة عن الكمية المحددة بالوصفة، ذلك لمن يريد الزيادة، وخصوصًا عندما يكون المريض طاعنًا في السن لا يستطيع العودة مرة أخرى للعلاج، وأفيدكم أن هذه الأدوية مستهلكة، وليست عهدة مستديمة، إضافة إلى ذلك أن لدينا التعليمات بعدم صرف الدواء بدون وصفة طبية، فهل في ذلك إثم، وما هو الحكم، وماذا يجب عليّ عمله في تصرفي هذا ؟ مع العلم أني أحرج من الزملاء، وأعطف على المرضى، وخصوصًا المسنين، كما ذكرت.

فأجابت : لا يجوز لك أن تصرف من الأدوية، إلا ما حدد الطبيب صرفه للمريض. اهـ.

وانظري الفتوى رقم: 48833.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني