الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترجمة أبي الحسن الشاذلي

السؤال

هل يمكن شيء من التفصيل عن الإمام أبي الحسن الشاذلي عن عقيدته وعلمه وقصته الشهيرة أنه سأل ربه لماذا سميتني بالشاذلي، ولست بشاذلي، فأجابه الله؟ وهل هذا ممكن شرعا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأبو الحسن الشاذلي ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام، فقال: عليّ بْن عَبْد الله بْن عَبْد الجبّار بْن تميم بْن هُرْمُز بْن حاتم بن قُصي بْن يوسف، أبُو الحَسَن الشاذلي، المغربي، الزّاهد، المتوفى: 656 هـ، نزيل الإسكندرية، وشيخ الطائفة الشاذلية، انتسب فِي بعض مؤلفاته فِي التّصوُّف إلى عليّ بْن أبي طَالِب... وهذا نسبٌ كان الأوْلَى بِهِ ترْكه، وترْك كثير مما قاله في تواليفه من الحقيقة، وهو رَجُل كبير القدر، كثير الكلام، عالي المقام، لَهُ شِعر ونثْر فيه مُتشابهات وعبارات، يتكلف لَهُ فِي الاعتذار عَنْهَا، ورأيت شيخَنا عمادَ الدين قد فَتَرَ عَنْهُ فِي الآخر، وبقي واقفًا فِي هذه العبارات، حائرًا فِي الرجل، لأنه كَانَ قد تصوف عَلَى طريقته، وصحِب الشَّيْخ نجم الدين الأصبهانيّ نزيل الحَرَم، ونجم الدّين فصحب الشَّيْخ أبا العبّاس المُرْسي صاحب الشاذلي، وكان الشّاذلي ضريراً، ولخلْق فيه اعتقاد كبير، وكان مالكيا، وشاذلة: قرية بإفريقيّة قدِم منها، فسكن الإسكندرية مدة، وسار إلى الحجّ وحج مرات، وكانت وفاته بصحراء عيذاب وهو قاصد الحج، فدُفن هناك فِي أوائل ذي القِعْدة، وكان القباري يتكلم فيه، رحمهما الله. اهـ.

وأما قصة تسميته بالشاذلي: فلم نجدها في كتب التراجم المعروفة، وإنما ذكرها بعض المتأخرين بغير سند ولا إسناد!! فقال الدكتور عبد الحليم محمود: وقبل أن نغادر معه شاذلة إلى رحلته الجديدة، نذكر ما حكاه ـ رضي الله عنه ـ فيما يتعلق بنسبه إلى شاذلة، قال: قلت: يا رب؛ لم سميتني بالشاذلي، ولست بشاذلي؟ فقيل لي: يا علي؛ ما سميتك بالشاذلي وإنما أنت الشَّاذُّ لِي ـ بتشديد الذال المعجمة ـ يعني: المفرد لخدمتي ومحبتي. اهـ من كتاب المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي: ص 35.

وأما كتب التراجم المعتبرة: ففيها أنه سكن بلدة شاذلة، وابتدأ ظهوره فيها، فنسب إليها، كما قال تلميذ الشاذلي ابن عطاء الله السكندري في كتابه لطائف المنن: منشؤه بالمغرب الأقصى، ومبدأ ظهوره بشاذلة، بلدة على القرب من تونس، وإليها ينسب. اهـ.
وكذا قال السيوطي في حسن المحاضرة، والزركلي في الأعلام.

وأما التفصيل المطلوب عن عقيدة الشاذلي وعلمه، فيحسن أن يرجع فيه السائل لكتاب: دراسات في التصوف ـ للشيخ إحسان إلهي ظهير ـ رحمه الله ـ ففيه مبحث مختصر ومفيد عن الطريقة الشاذلية وترجمة صاحبها ـ من 251 إلى ص: 264ـ ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة مطبوعة مفردة في الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني