الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك بعض الجمع بسبب الدراسة

السؤال

جزاكم الله خيرًا على هذه الشبكة، التي استفدت منها شخصيًّا، واستفاد الكثير منها.
أنا شاب مقيم في ألمانيا، عمري 18 سنة تقريبًا، أدرس في المدرسة الثانوية -ولله الحمد-، وأريد إكمال دراستي ودخول قسم الهندسة.
أنا -والحمد لله- بدأت بالالتزام -أسأل الله الثبات- وأقيم الصلوات في وقت الدراسة، ولا أتغافل عنها، وأحاول ما استطعت أن ألتزم بأوامر الله عز وجل، والابتعاد عما حرم.
مشكلتي أن إدارة المدرسة لا تسمح لي بالذهاب لصلاة الجمعة، بحجة أنه وقت مدرسة، طبعًا ليست كل جمعة، إنما بعض الجمع لديّ دوام لوقت أطول، وفي بعض الجمع أستطيع الذهاب للمسجد.
تكلمت معهم، وجاهدتهم كثيرًا، وسمحوا لي بالذهاب إلى بعض الجمع، ولم أضيع جمعة واحدة لحد الآن -ولله الحمد- ، لكن قالوا لي: إنه من الآن فصاعدًا سيسمح لي، لكن ليس كل الجمع، وإن أصررت وذهبت فسيتم فصلي من المدرسة، علمًا أنه لا توجد مدرسة تشبهها في المدينة التي أقطنها.
ماذا أفعل: هل أهدم مستقبل الدراسة في سبيل الله، وأتوكل على الله وهو حسبي، وهو يرزقني إن اتقيته كما وعد (ومن يتق الله يجعل له مخرجًا)، أم أكمل في المدرسة وأذهب لبعض الجمع، وأضيع بعضها إلى أن ينتهي هذا العام الدراسي؟ وهل سآثم على ذلك أم إني معذور؟ جزاكم الله الفردوس.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت ستتعرض لضرر بالغ، كفصلك من المدرسة مثلًا، ولا تجد مدرسة أخرى تواصل فيها الدراسة، مع مراعاة حضور الجمعة، فنرجو أن يكون لك عذر في ترك الجمعة.

وأما إن كنت تستطيع الالتحاق بمدرسة أخرى تكمل فيها دراستك، مع الحفاظ على الجمعة، فعليك أن تنتقل لهذه المدرسة، ولا تضيع الجمعة.

وحيث كنت معذورًا في ترك الجمعة، فاحرص على أدائها بكل ممكن، متوصلًا إلى ذلك بما أمكنك من الأسباب، وما عجزت عنه، فإنه يسقط عنك -إن شاء الله-، وانظر الفتوى رقم: 133860.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني