الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن يُحارَب من أجل دينه

السؤال

أنا شاب على علم واحترام من الناس، وأفهم جيدا في الدين، وأتبع ديني، ولا أسلك طريق الحرام، وأشعر بوجود حرب علي من المجتمع لأنني صاحب دين، ومنبوذ دائما، والناس يبتعدون عني، ولا أختلط بأهل السوء، وعندما تقدمت لفتاة رفضتني لأنني لست مثل الشباب الباقين، فأنا لا أدخن، وتشن علي حرب، والمفروض أنني أكثر شخص تحبه الناس، لأنني أحب الدين جدا، وأدافع عن الدين، وأرجعت الكثير من الملحدين إلى الإسلام، فلماذا الحرب علي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يشرح صدرك، ويوفقك لطاعته، ويهديك لأرشد أمرك، وأن يفتح لك مغاليق القلوب، ويجعل لك القبول في السماء والأرض، ونحب أن ننبهك إلى بعض الأمور بخصوص ما تشكو منه:

أولاً: أنّ الدنيا دار ابتلاء، وليست دار جزاء، ويبتلى المرء على قدر دينه.

ثانياً: أنّ المؤمن يقدّم رضا ربه على رضا من سواه كائنا من كان.

ثالثاً: أنّ الإحسان إلى الناس يكسر العداوة، ويجلب المودة، ويؤلف بين القلوب.

رابعاً: أنّ مخالطة الناس مطلوبة في حدود الشرع والعرف.

فنصيحتنا لك أن تخلص النية لله تعالى، وتجتهد في تعلم ما ينفعك من علوم الشريعة وفهمها، والتأدب بآدابها عن طريق العلماء العاملين، وأن تتمسك بدينك، وتخالط الناس في المعروف، وتحب الخير لهم، وتحسن إليهم، وترفق بهم، وتتجاوز عن هفواتهم، وأن تستعين بالله، وتتوكل عليه، وتكثر من ذكره ودعائه، وسوف يكفيك الله كل شيء، وييسر لك أمرك، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني