الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تسجيل الطلاب المحاضرات ونشرها على الإنترنت

السؤال

أنا طالبة في كلية الطب، لي ظروف مرضية، رغم ذلك أحضر جميع المحاضرات، والسكاشن العملية بفضل الله، علما بأن المحاضرات ليست إلزامية، ولكن أحيانا تحتوي على بعض الزيادات التي يمكن أن ترد بالامتحان، والأصل فيها أنها لتمييز الحاضر من الغائب. أما السكاشن فيجب استيفاء نسبة دنيا من الحضور؛ كيلا يحرم الطالب من أداء الاختبارات العملية.
بعض الزملاء يحضرون المحاضرات، ثم يسربون تلك الزيادات للجميع من حضر (وهم أقلية) ومن لم يحضر، وبذلك تضيع الحقوق، ويتساوى المجد مع العابث. حجتهم المساعدة، وأن هناك من لا يستطيع الحضور إما لظروف السفر أو المرض، رغم أني يا شيخنا كنت أسافر يوميا من مسافة بعيدة منذ بكور الصباح، ولا أعود إلا بعد المغرب؛ لأنني كنت قد جربت الكورسات فترة، ومع ذلك لم أقصر في حضور المحاضرات ولا السكاشن، رغم ظروف المرض. كما أن الملتزم إن فاتته إحدى المحاضرات سيسعى للحصول عليها ممن حضر، وسيحصلها بالتأكيد -إن شاء الله- ولكن اعتراضي هو أن تنشر المحاضرات على الإنترنت متاحة للجميع.
نحن في الكلية ثلاثة أنواع: منا من يلتزم بالحضور، ومنا من يحضر الكورسات، ومنا من لا يحضر هذا ولا ذاك، ويكتفي بسماع التسجيلات. النوع الأول: يحضرون 16 ساعة محاضرات، و10 ساعات سكاشن أسبوعيا.
النوع الثاني: يحضرون ساعتين فقط في اليوم، والغالبية منهم لا يحضرون السكاشن أبدا، ومن الزملاء من يمضون لهم أيضا.
النوع الثالث: وهو أكثرهم حظا وتوفيرا للوقت، حيث تتاح أمامه جميع التسجيلات، وليس مضطرا للنزول، ويمكنه التحكم بسرعة التسجيل حيث يمكنه أن يسمع المحاضرة (مدتها ساعة) في نصف ساعة مثلا، وقته ملكه بمعنى آخر.
نرى مما سبق أن الفئة التي تحضر المحاضرات هي أكثر الفئات بذلا للجهد. فهل من العدل أن يضيع جهدهم ويتساووا بمن كان لديه الوقت ولم يحضر؟
يا شيخنا إن هؤلاء يتكاسلون حتى عن سماع المحاضرة، ويطلبون الزيادات مباشرة! وعندما اعترضت وقلت بأن هذا ليس عدلا، اتهموني بالحسد وعدم حب الخير للآخرين، رغم أني لم أتأخر عن مساعدة أحد من قبل، ولكن كل ما في الأمر أني أعدت النظر فيما كنت أفعل، وتساءلت هل هذا حرام، وأنا أظن أني أحسن صنعا؟
سؤالي: هل يأثم هؤلاء على تسريبهم المحاضرات، وإمضائهم لمن لا يحضر السكاشن؟ وماذا عساني أفعل غير النصيحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعافيك، ويوفقك لكل خير، واعلمي أنّ عاقبة الصبر والاجتهاد في الأمور المباحة النافعة خير وفلاح، ولا يضيع الله عمل من أحسن واجتهد، ولا يستوي المجتهد مع المتكاسل.

وبخصوص ما سألت عنه من تصرف بعض الطلبة بتسجيل المحاضرات ونشرها؛ لينتفع به من لم يحضرها، فإن كان الأساتذة لا يمنعون من تسجيل هذه المحاضرات ونشرها لعموم الطلبة، فلا مانع من ذلك، ولا يأثم من ينشرها أو يستفيد منها.
أما توقيع بعض الطلبة بالنيابة عن زملائهم الذين لا يحضرون الدروس، فهذا غير جائز؛ لأنّه كذب وغش.
وإذا قمت بالنصيحة لمن يقومون بهذا الغش، فلم يرجعوا عنه، فعليك إبلاغ المسؤولين بالكلية؛ ليردعوهم عن ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني