الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها

السؤال

أنا شخص تائب لربي، ولكن السؤال أنني كنت أفعل الزنا، والفواحش، ومتابعة الأفلام الخليعة، وكنت أصور جسد زوجتي دون درايتها، ولكني تبت من هذه الأشياء البشعة القذرة، فماذا عليّ أن أفعل؛ لكي يتوب الله عليّ؟ مع العلم أني محافظ على صلواتي في المسجد من الصغر، وأنا -والحمد لله- ابتعدت عن الممارسات الرذيلة، وأحس بندم وحسرات، فهل ربي سيسامحني ويغفر لي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنا نهنئك على العزم على البعد عن هذه الأفعال المحرمة، وعليك بصدق التوبة من الزنى، وجميع مقدماته، وابتعد عن مخالطة الأجنبيات، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}

ونبشرك بأن الله تعالى فتح باب التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها، بل هو سبحانه يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمً ا* وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا {الفرقان 68-71}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

والتوبة الصادقة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على الوقوع فيه، والعزم الصادق على عدم العودة لهذا الذنب، وذلك بالبعد التام عن مقدماته ودواعيه، ولا حرج عليك في الزواج من مسلمة عفيفة ذات دين، إن لم تكن زوجتك كافية لك.

ويجب عليك إزالة كل الصور المحرمة، وكذلك صور الزوجة؛ لئلا يطلع عليها أحد الاجانب، وراجع الفتوى رقم: 94727.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني