الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم أن يقال للميت: "اذكرنا عند ربك"، وأن يقال له: "أنت تمزح معنا، أنت لم تمت، أنا لا أصدق أنك مت"، وأن يقال له: "لقد وعدتني أن نفعل كذا وكذا معًا، كيف ترحل دون أن نفعل ذلك"، أو يقال له: "كيف ترحل وتتركني وحيدًا"، أو يقال: "السرطان أخذ مني فلانًا"، أو "لعنة الله على السرطان"، ما حكم أن يقال له ذلك مشافهة، أو عبر الكتابة على الفيسبوك؛ للتعبير عن الحزن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما أن يقال للميت: اذكرني عند ربك، فهو من طلب الدعاء من الميت، وينظر فيه الفتوى رقم: 187225.

وأما مجرد الكلام عن الميت بضمير المخاطب، لا بقصد دعائه، وإنما بقصد استحضار صورته وكأنه ماثل أمام المتكلم، كما تومئ إليه العبارات المذكورة، فليس من الشرك، وتنظر الفتوى رقم: 281056.

وأما نسبة الفعل إلى السرطان مثلًا، فإن كان على جهة المجاز، مع اعتقاد أن الله تعالى هو الفاعل حقيقة، فلا حرج في هذا، وإن كان الأولى التنزه عن مثل هذه الألفاظ، ونسبة الأشياء إلى الفاعل الحقيقي لها، وهو الله تعالى.

وأما لعن هذا المرض أو غيره، فلا يجوز، قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: وأما من يلعن المرض، وما أصابه من فعل الله -عز وجل- فهذا من أعظم القبائح ـ والعياذ بالله ـ لأن لعنه للمرض الذي هو من تقدير الله تعالى، بمنزلة سب الله ـ سبحانه وتعالى ـ فعلى من قال مثل هذه الكلمة أن يتوب إلى الله، وأن يرجع إلى دينه، وأن يعلم أن المرض بتقدير الله، وأن ما أصابه من مصيبة، فهو بما كسبت يده، وما ظلمه الله، ولكن كان هو الظالم لنفسه. انتهى.

وراجعي الفتوى رقم: 185987.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني