الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف عرضت خديجة نفسها على رسول الله

السؤال

يدعي البعض من أنه لا بأس من أن تتقدم المرأة المسلمة للزواج من الرجل بدعوى أن السيدة خديجة هي التي طلبت الزواج من الرسول صلى الله عليه وسلم كيف إن كان هذا صحيحا تم ذلك؟ أي هل ذهبت السيدة خديجة وطلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم يده؟ وكيف يتسنى للمرأة التقدم للزواج ممن يعجبها دينه وخلقه بطريقة تصون كرامة المرأة المسلمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فيجوز للمرأة أن تعرض نفسها على رجل صالح ترغب في نكاحه، والأولى أن يكون ذلك عن طريق محرم من محارمها، أو امرأة من أهله أو أهلها. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 9990. وأما الطريقة التي عرضت خديجة -رضي الله عنها- بها نفسها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ذكرها ابن إسحاق بقوله: وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، مع ما أراد الله بها من كرامتها، فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها، بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له -في ما يزعمون-: يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك وَسِطَتِكَ في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت نفسها عليه. وكانت أوسط نساء قريش نسبًا، وأعظمهنَّ شرفًا، وأكثرهنَّ مالاً، كل قومها كان حريصًا على ذلك منها لو يقدر عليه، فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه، فتزوجها عليه الصلاة والسلام. انتهى نقلاً من البداية والنهاية لابن كثير. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني