الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صاحب التوبة الصادقة يدخل الجنة بدون عذاب

السؤال

الآية: إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا.
هل من يتوب يدخل الجنة بلا عذاب؟ هل هذا المقصود أم يعذب، ثم يدخل الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الآية التي سألت عنها، استثناء من الآية التي قبلها, وهي قوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.

قال ابن كثير في تفسيره: وقوله: {إلا من تاب وآمن وعمل صالحا}، أي: إلا من رجع عن ترك الصلوات، واتباع الشهوات، فإن الله يقبل توبته، ويحسن عاقبته، ويجعله من ورثة جنة النعيم؛ ولهذا قال: {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا} وذلك؛ لأن التوبة تجب ما قبلها، وفي الحديث الآخر: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له" ؛ ولهذا لا ينقص هؤلاء التائبون من أعمالهم التي عملوها شيئا، ولا قوبلوا بما عملوه قبلها فينقص لهم مما عملوه بعدها؛ لأن ذلك ذهب هدرا وترك نسيا، وذهب مجانا، من كرم الكريم، وحلم الحليم. انتهى.
وبناء على ما سبق، فإن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها, وبالتالي فإن هؤلاء التائبين توبة صادقة لا يعذبون في الدنيا, ولا في الاخرة على ذنوبهم السابقة, بل يدخلون الجنة بدون عذاب.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: ونحن حقيقة قولنا: إن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعًا، ولا قدرًا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني