الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقترضت بالربا لعدم وجود من يقرضها.. الحكم.. والواجب

السؤال

أنا شابة، مسلمة، متزوجة، أعمل في التجارة، لي محل تجاري، وأمر منذ مدة بضائقة مالية، ولم أجد من يقرضني، وأسدد له على أقساط، وقد تبت من القروض الربوية، ولكني عدت لأنني ألزمت نظرا لأني لم أجد من يقرضني، وبما أنني من تونس فجميع المؤسسات ربوية، وحتى الجمعيات الخيرية لا تقرض المال، فهم يقومون فقط بإعانة العائلات الفقيرة بالمأكل والملبس، أعيش في إحباط وتشتت مما أقوم به من اقتراض، وفي المقابل ليس لي حل غير دعاء الله عز وجل بأن يغفر لي ما أقوم به، ويتجاوز عني، ويفك كربي، وكرب المسلمين، وأن يجعل لي مخرجا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاقتراض بالربا من الكبائر، ومن السبع الموبقات، ومما يوجب اللعن، ويمحق البركة، فلا يجوز الدخول فيه إلا عند الضرورة، وقد بينا حدّ الضرورة المبيحة للاقتراض بالربا في الفتوى رقم: 130940. والفتوى رقم: 6501. فراجعيهما.
فإن كنت اضطررت للاقتراض بالربا فلا حرج عليك، وأمّا إذا كنت اقترضت بالربا لغير ضرورة، بل للتوسع في التجارة -مثلا- فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، وقد بينا كيفية التوبة من الاقتراض بالربا في الفتوى رقم :16659.
واعلمي أنّك ما حرصت على طاعة الله، واجتنبت معاصيه، وتوكلت عليه، فسوف يرزقك رزقاً طيباً، ويكفيك ما يهمك. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني