الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التنازل عن اليمين يلغي حكمه

السؤال

قبل عام اكتشفت بأن زوجي يخونني مع امرأة أخرى، يتصل بها ويخرج معها ليلا. وعندما علمت بالأمر، أردت أن أتركه؛ لأنها لم تكن أول مرة يفعل فيها هذا، ويقول لي: آخر مرة أفعل هذا الشيء. وبعد أن قررت تركه، وأصر هو على عدم خروجي من البيت، قلت له: احلف بالله العظيم بأنك لن تفعل هذا مرة أخرى. ولأنه دائما لا يلتزم باليمين، أتيت بالمصحف وقلت له احلف بالله على المصحف بأنك لن تعود مرة أخرى، وإذا أخلفت اليمين فإن الله سوف ينتقم منك بأطفالك، وحلف على المصحف، وكان هناك شهود، ولكنني بعد مرور عام تندمت؛ لأنني أقحمت أطفالي بهذا اليمين، وقلت له أنا أتنازل عن هذا اليمين خوفا على أطفالي، ولكن بعدها ندمت؛ لأنني لا أثق به.
أود أن أسأل: هل سقط عنه اليمين؟ وماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يسقط حكم اليمين التي حلف بها زوجك بقولك: أنا أتنازل عن هذا اليمين، ولكن حكم اليمين باق، فإذا حنث زوجك في اليمين، لزمته الكفارة، وهي إطعام عشرة مساكين، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. وأمّا الأولاد فلا تخافي عليهم من أثر هذه اليمين. وراجعي الفتوى رقم: 94461.
والواجب على زوجك أن يتقي الله، ويتوب توبة صادقة، وليس طريق التوبة والإقلاع عن المعاصي بالحلف على تركها، ولكن بالصدق مع الله، والاستعانة به، ومجاهدة النفس، وانظري الفتوى رقم: 151459.
وننبه إلى أن التعبير بالخيانة الزوجية عن وقوع الزوج في العلاقات المحرمة مع الأجنبيات، قد يوحي بأن هذه المعصية إنما تستبشع من حيث كونها خيانة للزوجة فقط، لا من حيث كونها معصية لربه، واجتراء على حدوده، وهذا غير صحيح، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 15726.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني