الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب تلقيب ابن تيمية بـ (شيخ الإسلام)

السؤال

لماذا سمي الشيخ ابن تيمية بشيخ الإسلام؟ مع أنني أعتقد حسب علمى المحدود أن هناك علماء يفوقونه علما خاصة من المتقدمين عليه، ولم يلقبوا بشيوخ الإسلام؟
والسؤال الثانى: هل يوجد شيخان يسمى كل منهما ابن تيمية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما تلقيب شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا اللقب فلما له من واسع العلم وعظيم الأثر وحسن الذكر رحمه الله، وليس هذا اللقب مقصورا عليه، وإن اشتهر به عند كثير من طلبة العلم دون غيره، فهناك كثيرون لقبوا بهذا اللقب سوى الشيخ رحمه الله، وتلقيبه بشيخ الإسلام مما هو جدير به ومستحق له، قال الحافظ ابن حجر في تقريظه للرد الوافر ما عبارته: وشهرة إِمَامه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية أشهر من الشَّمْس، وتلقيبه بشيخ الْإِسْلَام بَاقٍ إِلَى الْآن على الْأَلْسِنَة الزكية وَيسْتَمر غَدا لما كَانَ بالْأَمْس، وَلَا يُنكر ذَلِك إِلَّا من جهل مِقْدَاره، وتجنب الْإِنْصَاف فَمَا أَكثر غلط من تعاطى ذَلِك وَأكْثر غباره... إلى أن قال: وَلَيْسَ فِي تَسْمِيَته بذلك مَا يَقْتَضِي ذَلِك-يعني الإنكار على قائله- فَإِنَّهُ شيخ مَشَايِخ الْإِسْلَام فِي عصره بِلَا ريب. انتهى.

وإنما ذكرنا كلام ابن حجر رحمه الله خاصة لأنه ليس من المتعصبين للشيخ ولا المنتمين إلى مدرسته، وبكل حال فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من الجلالة وعظيم المكانة عند المنصفين من أهل الإسلام بحيث لا ينكر تلقيبه بهذا اللقب الزكي، كما لا ينكر تلقيب غيره به ممن استحق هذا، وكان له الأثر الحسن في الإسلام، وآل تيمية رهط كرام عرف منهم جماعة كثيرة بالعلم والفضل، وأشهرهم بذلك الشيخ تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الملقب بشيخ الإسلام، ثم يليه في الشهرة جده أبو البركات عبد السلام ابن تيمية صاحب المحرر والمنتقى وغيرها، في جماعة آخرين ممن تلقب كل واحد منهم بابن تيمية وكانوا من أهل العلم والفضل، ولتقصي أخبارهم وتراجمهم تنظر كتب التراجم كالسير للذهبي وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني